أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الخامســة في موضـــــــــــــوع الغنــــــــــــــي المغنــــــــــــــي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (الغني المغني) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : مقدمة عن توحيد الأسماء والصفات وأثره في وجدان العبد وسلوكه الإيماني :
وقواعد توحيد الأسماء والصفات كثيرة نذكر هنا أهمها وأنفعها فمنها :
كل ما يجري أسما أوصفة على الله أي: مما أخبر الله به عن نفسه في كتابه،
وما أخبر عنه به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، هو باب توقيفي ليس للمسلم أن يخوض فيه بشيء إلا بدليل من الكتاب والسنة... وهذا معناه أن أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها, وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة, فلا يزاد فيها ولا ينقص, لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 36] وقوله: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33] ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه أو إنكار ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى. ومعنى ذلك... إثباتُ ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو نفيه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم أو نفاه؛ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه... لأن الله أعلم بنفسه من غيره، ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بربه.
فأما التكييف: فمشتق من الكيف، والكيف هو الهيئة والماهية والشكل. وهو أن يعتقد المثبت أن كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا من غير أن يقيدها بمماثل وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل: فيكون التكييف هو حكاية كيفية الصفات وشكلها أو هيئتها، كطولها وعرضها وحجمها ونحو ذلك.
وأما التمثيل: فهو اعتقاد المثبت أن ما أثبته من صفات الله تعالى مماثل لصفات المخلوقين, وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.
والتشبيه: كالتمثيل وقد يفرق بينهما بأن التمثيل هو التسوية في كل الصفات والتشبيه التسوية في أكثر الصفات, لكن التعبير بنفي التمثيل أولى.
وهذا يعني أننا لا نثبت لله ولا ننفى عنه إلا ما جاء به الكتاب والسنة –
فحسب - إثباتا بلا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل...
ثم اعلم أن أسماء الله أعلام وأوصاف بخلاف أعلام البشر فإنها أعلام محضة, فقد يسمى الرجل حكيماً وهو جاهل، وحكماً وهو ظالم، وعزيزاً وهو حقير، وكريماً وهو لئيم، وصالحاً وهو طالح... وهكذا.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .