أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة والثلاثـون بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :  فهذه الحلقة

السابعة والثلاثون بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر) وهي بعنوان:

* نماذج من استغفاره صلى الله عليه وسلم :* ثمار الاستغفار  :                     فكلمة ( فليعزم وليعظم الرغبة ): يعني يبالغ في تكرار الدعاء والإلحاح

فيه، أو (وليعظم الرغبة ) : يعني اطلب الشيء حتى لو كان عظيما كثيرا ، ويؤيد ذلك في رواية : "فإن الله لا يتعاظمه شيء" اطلب ما شئت من خير الدنيا والآخرة، "إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له" وفي رواية أخرى: "فإنه لا مُكرِهَ له" المراد أن الذي يحتاج إلى التعليق بالمشيئة ما إذا كان المطلوب منه يتأتى إكراهه على الشيء ( أن الذي تطلب منه ممكن أن يكون مُكرَه على الشيء فبالتالي تخفف الأمر عليه وتقول له: إن شئت افعل لي

الخدمة هذه لأنه ممكن أن تُكرِهه )

لكن هل هناك أحد يُكرِه الله " فإنه لا مستكره له" وفي رواية: "لا مُكرِهَ له" ، فيخفف الأمر عليه ويعلم أنه لا يطلب منه ذلك الشيء إلا برضاه.

وأما الله سبحانه وتعالى فإنه مُنَزَّهٌ عن ذلك، فبالتالي كلمة : ( إن شئت ) تعليق ليس له أي فائدة، وفي بعض الروايات : "فإن الله صانعٌ ما شاء" ، وفي رواية : "فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه" لا يُعجزه شيء فبالتالي ليس من الأدب أن تقول في الدعاء: (اللهم اغفر لي إن شئت)، فلا ينبغي ما اعتادت عليه بعض الألسنة أنه إذا دعا لأخيه يقول: (ربنا يكرمك إن شاء الله) بل أقول: (ربنا يكرمك)، ( أكرمك الله )، (غفر الله لك) لا تقل إن شاء الله، ليس من الأدب بل هذا يُكرَه كما بَيَّنَّا.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مُستكرِهَ له".

- وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله

 عليه وسلم يقول:"كَانَ رَجُلَانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالْآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لَا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ: أَقْصِرْ (كُفَ عن الذنب). فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ : أَقْصِرْ . فَقَالَ : خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَوْ قال: والله لَا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ . فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا ، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا ؟ أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا ؟ وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي . وَقَالَ لِلْآخَرِ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّار." فقال أبو هريرة رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده لَتَكَلَّم بكلمة أَوْبَقَت دنياه وآخرته."

فهذا هو التألي على الله وهذا عدوان مُحَرَّم أن تحلف على الله ( والله لا يغفر الله لك ) ما أدراك أن الله لا يغفر له، وبالتالي تنصحه تُنكِر عليه تعظه، لكن كأنك تملك رحمة الله وتملك خزائن رحمة الله فإن هذا لا يجوز.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .