أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة عشرة بعد المائتـــــان في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة

عشرة بعد المائتين في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان : 

*{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا،لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } :

ومن هذا قوله تعالى: ﴿ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين﴾ فالفرقان نصره له على فرعون وقومه والضياء والذكر التوراة هذا هو معنى الآية ولم يصب من قال: إن الواو زائدة وإن ضياء منصوب على الحال كما بينا فساده في "الأمالي المكية" فبين أن آية الفتح تضمنت الأصلين الهدى والنصر وأنه لا يصح فيها غير ذلك ألبتة

وأما جوابه الثاني عن قوله: ﴿وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ بأنه لو عرف لجعل للكفر والضلال حظا من الاستقامة فما أدري من أين جاء له هذا الفهم مع ذهنه الثاقب وفهمه البديع رحمه الله تعالى وما هي إلا كبوة جواد ونبوة صارم.

أفترى قوله تعالى: ﴿وَآتَيْناهُما الكِتابَ المُسْتَبِينَ وهَدَيْناهُما الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ﴾ يفهم منه أن لغيره حظا من الاستقامة، وما ثم غيره إلا طرق الضلال وإنما الصراط المستقيم واحد وهو ما هدى الله تعالى إليه أنبياءه ورسله أجمعين وهو الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم وكذلك تعريفه في سورة الفاتحة هل يقال إنه يفهم منه أن لغيره حظا من الاستقامة بل يقال تعريفه ينبئ أن لا يكون لغيره حظ من الاستقامة فإن فإن التعريف في قوة الحصر فكأنه قيل الذي لا صراط مستقيم سواه وفهم هذا الاختصاص من اللفظ أقوى من فهم المشاركة. فتأمله هنا وفي نظائره.

* (فصل) قال العلامة ابن القيم - بعد أن ذكر اختلاف الناس في الغني الشاكر والفقير الصابر أيهما أفضل؟

فإن قيل: فأيهما أفضل: من يختار الغني المتصدق والإنفاق في وجوه البر، أم من يختار الفقر والتقلل ليبعد عن الفتنة، ويسلم من الآفة ويرفه قلبه على الاستعداد للآخرة، فلا يشغله بالدنيا، أم من لا يختار لا هذا ولا ذاك، بل يختار ما اختاره الله له فلا يعين باختباره واحدا من الأمرين؟

قيل هذا موضع اختلف فيه حال السلف الصالح فمنهم من اختار المال للجهاد به والإنفاق وصرفه في وجوه البر كعبد الرحمن بن عوف وغيره من مياسير الصحابه.

وكان قيس بن سعد يقول: اللهم إني من عبادك الذين لا يصلحهم إلا الغنى.

ومنهم من اختار الفقر والتقلل كأبي ذر وجماعة من الصحابه معه.

وهؤلاء نظروا إلى آفات الدنيا وخشوا الفتنة بها.

وأولئك نظروا إلى مصالح الإنفاق وثمراته العاجلة والآجلة.

والفرقة الثالثة لم تختر شيئا بل كان اختيارها ما اختاره الله لها.

وكذلك اختيار طول البقاء في الدنيا لإقامة دين الله وعبادته فطائفة اختارته وتمنته وطائفة أحبت الموت ولقاء الله والراحة من الدنيا.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .