أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والخمسـون بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة التاسعة

 والخمسون بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان : 

* ذكر الله - مرج البحرين :

وقت المؤمن ثمين جداً ، فإذا بذله في طاعة الله ، بذله في الدعوة إلى الله ، بذله في التعلم ، بذله في تلاوة القرآن ، بذله في الأمر بالمعروف بذله في النهي عن المنكر ، بذله في إصلاح ذات البين ، فالله سبحانه وتعالى يكافئك في الدنيا قبل الآخرة ، يكافئك في الدنيا بأن ييسر لك أعمالك وتأمين حاجاتك . ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾[ سورة الليل : 5 ـ 10 ]

 قال أحد العارفين : لا يعرف ما نقول إلا *** من اقتفَ أثر الرسول .

 من كان يؤثر في حياته تلاوة القرآن ، ومجالس العلم ، وإصلاح ذات البين على مصالحه الخاصة ، أكرمه الله عز وجل ، بالأجر والثواب ، وداوم الإقبال ، وتأمين مصالحه الخاصة ، ‏من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين .

 أيها الإخوة الأكارم ؛ أوحى ربك إلى الدنيا ، أنه من خدمك فاستخدميه ، ومن خدمني فاخدميه ، وإذا أصبح العبد والدنيا أكبر همه ، جعل الله فقره بين عينيه وشتت عليه شمله ، ولم يؤتيه من الدنيا إلا ما قدر له ، ومن أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه ، وجمع عليه شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . شيء دقيق ، جربوه أنتم ، إما أن يستهلك وقتك استهلاكاً رخيصاً يؤدي إلى توتر أعصابك ، وإما أن تستهلكه في طاعة الله عز وجل فيعينك الله على أمر دنياك ، أنت بالخيار ، إما أن تدفع زكاة وقتك ، وإما أن يستهلك هذا الوقت في توافه الأمور ، في شيء لا يستدع هذه الساعات الطوال .

 أيها الإخوة الأكارم ؛ الناس حينما يهون الله عليهم ، يعني تهون أوامره عليهم ، تهون نواهيه عليهم ، تهون طاعته عليهم ، لا يعبئون أكانوا في طاعة أم في معصية ، لا يعبئون أصلوا أما لم يصلوا ، استقاموا أم لم يستقيموا ، لا يعبأون ، أكان دخلهم حلالاً أم حراماً ، هان الله عليهم فهانوا على الله ، عندئذٍ يسوق الله لهم من الشدائد لعلهم يرجعون ،

 لعلهم يذكرون ، لعلهم يضرعون ، لعلهم ينيبون ، لعلهم يتوبون .

   ذكر الله هو الأساس في الحياة ، خلقتك كي تعرف الله ، خلقتك كي تعبده ، خلقت السماوات والأرض ولم أعي بخلقهن ، أفيعييني رغيف أسوقه لك كل حين ، وعزتي وجلالي إذا لم ترضى بما ضمنته لك فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية ثم لا ينالك منها إلا ما قسمته لك ولا أبالي وكنت عندي مذموماً خلقت لك السماوات والأرض ، فلا تتعب ، وخلقتك من أجلي فلا تلعب ،

فبحقي عليك لا تتشاغل بما ضمنته لك عما افترضته عليك .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .