أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثامنة والخمسـون بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة والخمسون بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :
* ذكر الله - مرج البحرين :
وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال :(( يقول اللَّه تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ))[ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ]﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ﴾[ سورة الأحزاب : 41 ]
إذاً :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ ﴾ قد تقول للإنسان لم نراك البارحة
في مجلس العلم ، يقول لك والله كنت مشغولاً ، بالبيع والشراء عندنا موسم ، مثل هذا الشخص ، مثل هذا الذي يبيح لنفسه أن ينشغل بالمباح ، لا بالحرام ، هذه الآية تخص المؤمنين ، بالمباحات ، بالعمل بالبيع والشراء ، بتحصيل الرزق ، هناك وقت لله ، لا ينبغي أن تعتدي عليه ، وهناك وقت لتحصيل الرزق ، لا ينبغي أن تتوان عنه ، أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل وعملا بالليل لا يقبله بالنهار .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ﴾ وقال عليه الصلاة
والسلام :(من حاول أمرا بمعصية كان أبعد لما رجا ، وأقرب لمجيء ما اتقى )[ لأبي نعيم في الحلية عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ ، تصحيح السيوطي : صحيح ]
إذا ابتغيت أمراً بمعصية لله عز وجل أو بتقصير ، أو بتوان ، أو بتكاسل ، عن أداء ما فرض الله عليك ، كان هذا الشيء الذي تبتغيه أبعد مما رجا ، وأقرب مما أتقى .﴿ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ حديث شريف ، والنبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ،لو عقله المؤمنون ، وعرفوا أبعاده لكانت حياتهم غير هذه الحياة .
(( مَا تَرَكَ عَبْدٌ لِلَّهِ أَمْرَاً لا يَتْرُكُهُ إِلاَّ لِلَّهِ إِلاَّ عَوَّضَهُ اللَّهُ مِنْهُ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنْهُ فِي دِيِنهِ وَدُنْيَاهُ ))[ أخرجه ابن عساكر من حديث ابن عمر مرفوعاً ]
يعني إذا كان هناك إقبال شديد على محلك التجاري ، وحان وقت الصلاة ، أو حان وقت مجلس العلم ، وأغلقت هذا المحل ، واتهمك من حولك بأنك لا تفقه من أمر التجارة شيئاً .
هؤلاء المشترون لن يغادروا هذا المحل حتى تعود ، هؤلاء الذين كتب الله لهم أن يشتروا من عندك ، لن يتحولوا عنك إلى غيرك ، لأنك تركت عملية البيع والشراء ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى،لو أن طالباً على مشارف الامتحان حضرمجلس العلم كعادته ،لن يخيبه الله سبحانه وتعالى.
شيء آخر أيها الإخوة ؛ كما أن الله سبحانه وتعالى فرض على المسلمين زكاةً على أموالهم كذلك فرض عليك أن تنفق من وقتك زكاة بقية الوقت ، فمن ضن عن أن يؤدي الفرائض ، ومن ضن بوقته على أن يحضر مجالس العلم ، كيف يعاقب هذا الإنسان ، يستهلك وقته استهلاكاً رخيصاً ، يقف الساعات الطوال ، لشيء تافه ، لو أنه ألتفت إلى الله عز وجل ليسره الله له .
(( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين )) [ رواه البخاري في خلق أفعال العباد ، وابن شاهين في الترغيب في الذكر ،وأبو نعيم في المعرفة ، والبيقهي عن ابن عمر ، عبد الرزاق في الجامع عن جابر ]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .