أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية والثلاثـون بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثانية والثلاثون بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

*إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ :

وهنا دليلين عقليين ؛ كل واحد منهما، يدل دلالة قطعية على زوال الشك والريب :

 أحدهما: الاستدلال بابتداء خلق الإنسان، وأن الذي ابتدأه سيعيده، فقال فيه: {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} وذلك بخلق أبي البشر آدم عليه السلام، {ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ } أي: مني، وهذا ابتداء أول التخليق، {ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } أي: تنقلب تلك النطفة، بإذن الله دما أحمر، { ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ } أي: ينتقل الدم مضغة، أي: قطعة لحم، بقدر ما يمضغ، وتلك المضغة تارة تكون {مُخَلَّقَةٍ } أي: مصور منها خلق الآدمي،  {وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ }  تارة، بأن تقذفها الأرحام قبل تخليقها، {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ } أصل نشأتكم، مع قدرته تعالى، على تكميل خلقه في لحظة واحدة، ولكن ليبين لنا كمال حكمته، وعظيم قدرته، وسعة رحمته.

{وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي : ونقر، أي: نبقي في الأرحام من الحمل، الذي لم تقذفه الأرحام، ما نشاء إبقاءه إلى أجل مسمى، وهو مدة الحمل. {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ } من بطون أمهاتكم {طِفْلا } لا تعلمون شيئا، وليس لكم قدرة، وسخرنا لكم الأمهات، وأجرينا لكم في ثديها الرزق، ثم تنتقلون طورا بعد طور، حتى تبلغوا أشدكم، وهو كمال القوة والعقل. 

{وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى} من قبل أن يبلغ سن الأشد، ومنكم من يتجاوزه فيرد

 إلى أرذل العمر، أي: أخسه وأرذله، وهو سن الهرم والتخريف، الذي به يزول العقل، ويضمحل، كما زالت باقي القوة، وضعفت. {لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا } أي: لأجل أن لا يعلم هذا المعمر شيئا مما كان يعلمه قبل ذلك، وذلك لضعف عقله، فقوة الآدمي محفوفة بضعفين، ضعف الطفولية ونقصها، وضعف الهرم ونقصه، كما قال تعالى:  {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ } 

والدليل الثاني، إحياء الأرض بعد موتها، فقال الله فيه: { وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً } أي: خاشعة مغبرة لا نبات فيها، ولا خضر، {فَإِذَا أَنزلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ } أي: تحركت بالنبات { وَرَبَتْ } أي: ارتفعت بعد خشوعها وذلك لزيادة نباتها، {وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ } أي: صنف من أصناف النبات { بَهِيجٍ } أي: يبهج الناظرين، ويسر المتأملين، فهذان الدليلان القاطعان، يدلان على هذه المطالب الخمسة، وهي هذه. [الأنترنت – موقع طريق الإسلام - مع القرآن – إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ - أبو_الهيثم ]      

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .