أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثامنة عشرة بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة

عشرة  بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

*فوائد التَّقديم والتَّأخير في القرآن :

إن للتقديم والتَّأخير في القرآن الكريم فوائد مهمة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

أهمية التَّقديم والتَّأخير في اللغة:

التَّقديم والتَّأخير هو أحد أساليب البلاغة؛ فإنهم أتوا به دلالةً على تمكنهم في الفصاحة، وملكتهم في الكلام، وانقياده لهم، وله في القلوب أحسن موقعٍ، وأعذب مذاقٍ.

هناك آياتٌ أشكل معناها على كثيرٍ من الناس بحسب ظاهرها، فلما عُرِف أنه من باب التَّقديم والتَّأخير اتضح معناها،وسوف نذكر بعضًا منها:

(1) روى ابن جرير الطبري عن قتادة في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُعْجِبْكَ

أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا ﴾ [التوبة: 85]،

قال: هذه من تقاديم الكلام، يقول: لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا؛ إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة)؛ (تفسير الطبري ج- 14 ص- 295).

(2) روى ابن أبي حاتمٍ عن قتادة في قوله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى ﴾ [طه: 129]، قال: هذا من تقاديم الكلام، يقول: (لولا كلمةٌ وأجلٌ مسمى، لكان لزامًا)؛

(تفسير ابن أبي حاتم ج- 7 ص- 2441 - رقم 13580).

(3) روى ابن أبي حاتمٍ عن مجاهدٍ في قوله تعالى: ﴿ أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا * قَيِّمًا ﴾ [الكهف: 1، 2]، قال: هذا من التَّقديم والتَّأخير: "أنزل على عبده الكتاب قيِّمًا، ولم يجعل له عوجًا"؛ (تفسير ابن أبي حاتم ج- 7 ص- 2344 - رقم 12694).

(4) روى ابن أبي حاتمٍ عن قتادة في قوله تعالى: ﴿ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ

وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ﴾ [آل عمران: 55]، قال: هذا من المقدَّم والمؤخَّر؛

أي: "رافعُك إليَّ ومتوفِّيك"؛ (تفسير ابن أبي حاتم ج- 2 ص- 661 - رقم 3583).

(5) روى ابن جرير الطبري عن عكرمة في قوله تعالى: ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾[ص: 26]، قال: هذا من التَّقديم والتَّأخير يقول: "لهم يوم الحساب عذابٌ شديدٌ بما نسوا"؛ (تفسير الطبري ج- 21 ص- 189).

(6) روى ابن جريرٍ الطبري عن ابن زيدٍ في قوله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83]، قال: هذه الآية مقدمةٌ ومؤخرةٌ، إنما هي" أذاعوا به إلا قليلًا منهم، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لم ينجُ قليلٌ ولا كثيرٌ"؛ (تفسير الطبري ج- 8 ص- 576).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .