أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثامنة بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة

 بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

القسم الرابع والأخير : جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله:

* ومن ذلك قوله تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (72)}(الأنفال)

وقوله :{ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20)}(التوبة)

فقدم الأموال والأنفس على { في سبيل الله } في سورة الأنفال وقدم

{ في سبيل الله } على الأموال والأنفس في سورة التوبة، وذلك لأنه في سورة الأنفال تقدم ذكر المال والفداء والغنيمة من مثل قوله تعالى :{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا (67)}(الأنفال) وهو المال الذى فدى به الأسرى أنفسهم وقوله :{ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68)}

(الأنفال) أي من الفداء،وقوله: { فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا (69)}

(الأنفال) وغير ذلك فقدم المال ههنا، لأن المال كان مطلوباً لهم حتى

 عاتبهم الله في ذلك فطلب أن يبدؤوا بالتضحية به.

وأما في سورة التوبة فقد تقدم ذكر الجهاد في سبيل الله من مثل قوله تعالى: { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ

قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14)} ،وقوله : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً

وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16)} وقوله: { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ (19)}،(انظر البرهان للكرماني 203، درة التنزيل 189 ـ 190) .فقدم ذكر (في سبيل الله) على الأموال والأنفس وهو المناسب ههنا للجهاد كما قدم الأموال والأنفس هناك لأنه المناسب للأموال.

وترى الفلك مواخر فيه:*ومنه قوله تعالى: { وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ (14)}(النحل) وقوله : { وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ (12)}(فاطر)

قّدم { مواخر }على الجار والمجرور في النحل وقدم { فيه } على مواخر

في فاطر. وذلك أنه تقدم الكلام في النحل على وسائط النقل فذكر الأنعام

 وأنها تحمل الأثقال وذكر الخيل والبغال والحمير لنركبها وزينة ثم ذكر الفلك

 وهي واسطة نقل أيضاً فقال : { وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا

طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)}(النحل)

قدّم المواخر لأنها من صفات الفلك وهذا التقديم مناسب في سياق وسائط النقل. وليس السياق كذلك في سورة فاطر وإنما قال الله تعالى :{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) فاطر) ثم قال { وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)}.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .