أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثالثة بعد المائــة في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثالثة بعد المائة في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

* الرحمة والعذاب : جاء في (الكشاف) في قوله تعالى:

{ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا } إلى قوله : { يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ

وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ } ،"فإن قلت لم قدم التعذيب على المغفرة؟

قلت لأنه قوبل بذلك تقديم السرقة على التوبة"(الكشاف 1/460، وانظرملاك التأويل 1/138 وما بعدها، 1/252 وما بعدها) .

ومن ذلك قوله تعالى في سورة العنكبوت : { يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)}، وذلك لأنها في سياق إنذار إبراهيم لقومه ومخاطبة نمرود وأصحابه وأن العذاب وقع بهم في الدنيا. (انظر البرهان 4/63 ـ 64، البرهان للكرماني 111،370) فقد أنذر إبراهيم قومه،    قال تعالى:{ إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) ثم قال: { وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18)} وهددهم بعد بقوله :{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) } فترى أن السياق يقتضي تقديم العذاب هنا.

وقد يكون التقديم والتأخير على نمط غير الذي ذكرت من تقديم الضرر

والنفع والعذاب والمغفرة وغيرها من الخطوط العامة.

فقد يقدم لفظة في مكان ويؤخرها في مكان آخر حسبما يقتضيه السياق. فجاجا سبلا :

**فمن ذلك قوله تعالى :{ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31)}(الأنبياء)

وقوله:{ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)}(نوح) فقدم الفجاج على السبل في الآية الأولى وأخرها عنها في آية نوح وذلك أن الفجّ في الأصل هو الطريق في الجبل أو بين الجبلين، فلما تقدم في آية الأنبياء ذكر الرواسي وهي الجبال قدم الفجاج لذلك بخلاف آية نوح فإنه لم يرد فيها ذكر للجبال فأخرها. فوضع كل لفظة في الموضع الذي تقتضيه.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .