أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثامنة والتسعـون في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر

نبذة عن الصوت

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة الثامنة

والتسعون في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :

*التقديم والتأخير في القرآن الكريم :السميع العليم:

* وجعلوا من تقدم السمع على العلم حيث وقع في القرآن الكريم كقوله تعالى :{ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)}(البقرة) وقوله سبحانه: { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)}(الأنفال) وذلك أنه "خبر يتضمن التخويف والتهديد، فبدأ بالسمع لتعلقه بما يقرب كالأصوات وهمس الحركات، فإن من سمع حسك وخفيّ صوتك أقرب إليك في العادة ممن يقال لك: إنه يعلم وإن كان علمه تعالى متعلقاً بما ظهر وبطن وواقعاً على ما قرب وشطن. ولكن ذكر السميع أوقع في باب التخويف من ذكر العليم فهو أولى بالتقديم."( بدائع الفوائد 1/74، البرهان 3/249).

ويمكن أن يقال: إن السمع من وسائل العلم فهو يسبقه.

الغفور الرحيم: * وجعلوا منه أيضاً تقديم المغفرة على الرحمة نحو قوله

 تعالى: { إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}(البقرة) في آيات كثيرة وقوله سبحانه: { وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100)}(النساء) قالوا: وسبب تقديم الغفور على الرحيم أن" المغفرة سلامة والرحمة غنيمة، والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة وإنما تأخرت في سورة سبأ في قوله عز وجل: { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)}

فالرحمة شملتهم جميعاً والمغفرة تخص بعضاً. والعموم قبل الخصوص

بالرتبة"(البرهان 3/249، البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن 295 ـ 296) .

وإيضاح ذلك أن جميع الخلائق من الإنس والجن والحيوان وغيرهم محتاجون إلى رحمته فهي برحمته تحيا وتعيش وبرحمته تتراحم، وأما المغفرة فتخص المكلفين فالرحمة أعمّ.

الجباه والجنوب والظهور :

* ومن التقديم بالرتبة أيضاً قوله تعالى في من يكنز الذهب والفضة : { يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)}(التوبة) فبدأ بالجباه ثم الجنوب ثم الظهور "قيل: لأنهم كانوا إذا أبصروا الفقير عبسوا وإذا ضمهم وإياه مجلس ازوروا عنه وتولوا بأركانهم وولوه ظهورهم" (الكشاف 2/38) ، فتدرج حسب الرتبة.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .