أسمــــــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والعشرون في موضــــــــوع المقـــدم المؤخـــــــــر
نبذة عن الصوت
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة
والعشرون في موضوع (المقدم المؤخر ) وهي بعنوان :
*أسلوب التقديم والتأخير المعنوي :
وهذه الأقسام أجملها الإمام السيوطي فيما بعد في كتابيه ( الإتقان في علوم القرآن ) و ( معترك الأقران في إعجاز القرآن ) تحت عنوان ( الترقي من الأدنى إلى الأعلى ) و ( التدلي من الأعلى إلى الأدنى ) .
كذلك ما ذكره في باب ( التقديم للتنبيه على أن السبب مرتب ) ودلل عليه بقوله تعالى : { يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ } سورة التوبة آية رقم ( 35 ) . يقول الزركشي : " قدم الجباه ثم الجنوب لأن مانع الصدقة في الدنيا كان يصرف وجهه أولا عن السائل ، ثم ينوء بجانبه ، ثم يتولى بظهره " . وهذا السبب مما تفرد الزركشي بذكره ، ولم نجد له ذكرا عند سابق ولا لاحق ممن تناولوا هذا اللون من التقديم والتأخير بالتحليل .
أما ما ذكره عن ( التقديم لمراعاة الإفراد ) ، والذي جعل منه تقديم ( الأموال ) على ( البنين ) في قوله تعالى : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ }سورة الكهف آية رقم ( 46 ) . فالتقديم في هذه الآية عند السهيلي من باب
( التقديم بالعلة والسببية ) .
وعند ابن الزملكاني من باب ( التقديم بالعلة والسببية ) . وعند ابن القيم من باب ( التقديم بالعلة والسببية ) . فلذا فالزركشي هنا ليس مجددا بالمعنى الصحيح ، بل هو فقط مجدد في ذكر المسمى .
كذلك ما ذكره عن التقديم من باب ( التقديم للتحذير منه والتنفير عنه ) ، ودلل عليه بقوله تعالى : { الزَّانِي لاَ يَنْكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةَ} سورة النور آية رقم (3) ، وقوله تعالى : { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ }سورة الإخلاص آية رقم ( 3 ) . يقول الزركشي في تعليقه على آية سورة الإخلاص : " إنه لما وقع في الأول منازعة الكفرة وتقولهم ، اقتضت الرتبة بالطبع تقديمه في الذكر ؛ اعتناء به قبل التنزيه عن الوالد الذي لم ينازع فيه احد من الأمم " . فهذا مما تفرد بذكره أيضا .
أما تناوله لسبب التقديم في قوله تعالى : { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ} سورة الأنبياء آية رقم ( 79 ) ، والذي جعله من باب ( التقديم للتعجيب من شأنه ) فهذا مما تفرد الزركشي بذكره أيضا .
وكذلك ما ذكره عن ( التقديم لقصد الترتيب ) ، والذي دلل عليه بقوله تعالى : { فَاغْسِلُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ عَلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} سورة المائدة آية رقم ( 6 ) . فقد ذكر هذه الآية من قبل في تدليله على باب ( التقديم بالفضل والشرف ) ، وذكر فيها فضل تقديم ( الوجه ) على ( اليد ) . وذكرها السهيلي في باب ( التقديم بالفضل والشرف ) ، والعلوي في باب ( التقديم بالشرف ) .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .