أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة والعشرون بعد المائــــــــــــتين في موضـــــــــــــوع القوي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والعشرون بعد المائتين في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : *القوي العزيز :
وإلى هذا الاسم يستند إنزال الحديد أي جعله في متناول الإنسان وفقاً لقوانين وسنن يمكن التعرف عليها ونقلها والاستفادة منها، إذ أن كل معدن –كسائر الأشياء- يستند في خلقه وإيجاده وإنزاله إلي اسم من الأسماء الحسني.
وإلى هذا الاسم يستند تشريع القتال لكفِّ بأس الظالمين والذين كفروا ، وكذلك إرسال الرسل بالكتاب والميزان .
وتلك السمة الواحدة ؛ التي تفصيلها العزة المقترنة بالقوة لازمة لإيصال الرزق إلى ما لا يتناهى عدده وتتنوع طلباته من الكائنات، فبالقوة يتمكن من ذلك وله العزة على من يتلقون الرزق.
والسمة المحكمة التي تفصيلها العزة المقترنة بالقوة هي من المثاني التي أوتيها الرسول الأعظم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولذا وجه الله تعالى له الخطاب بعد أن قصَّ عليه قصة صالح ( عليه السلام ) مع قومه قائلاً : { فَلَمّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجّيْنَا صَالِحاً وَالّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مّنّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنّ رَبّكَ هُوَ الْقَوِيّ الْعَزِيزُ } (هود : 66 )، ولذا امتنع على الخلق إدراك قدرة العظيم وكان له القدر الأعظم عند ربه وعلى كل العالمين، وانتصر انتصاراً مؤزراً على كل من عاداه، واقتضى ذلك أن يحمل السيف وأن يقاتل المشركين وأهل الضلال .
واقتضت عظمة قدره أن يكون له من ربه النصيب الأوفى من الأرزاق الحقيقية وهي الأرزاق المعنوية من خلق عظيم وعلم وحكمة وبلاغة وأحوال عليِّة ومقامات سنية .
واقتضى كل ذلك أن يتميز منه غيظاً كل الأشقياء كالكافرين والمنافقين والمفسدين وأهل الضلال دون أن ينالوا منه.
فهذا الاسم يشير إلي سمة واحدة تفصيلها القوة والعزة، وهو يقتضي من الإنسان الاتصاف بالقوة والعزة، فبالقوة يكون الإنسان عزيزا، وهذا ما يدفعه إلي الحرص علي الاستزادة من أسباب القوة، فالإنسان يجب أن يكون قويا علي كافة المستويات، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما معناه: (المؤمن القوى خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف)، فالمؤمن القوى أحب إلى الله لأنه أقرب إليه وذلك لتحليه بمقتضيات سمة من سماته، ولذا فالمؤمن يجب أن يكون قوى البدن قوى النفس، وقوة النفس تعني قوة الشخصية وتماسكها ومتانتها وقدرتها علي التأثير، والإنسان يجب أن يكون عزيزا في نفسه معتدا بإمكاناته لا يحاول أن يبخسها حقها، وعليه ألا يعرضها للإهانة أو المهانة، فالمؤمن هو أولى الناس بالعزة، قال تعالي: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ(8)} (المنافقون)، وتلك العزة لا تعني أن يتطاول علي غيره أو ألا يعرف له قدره بل يجب عليه أن يتواضع وألا يصعر خده للناس وأن يكون هيناً ليناً باشا، وهذا أيضا يعني أنه علي المؤمن أن يتبع كل أسلوب شريف لكي يرفع من قدر نفسه، وللحفاظ علي عزته يجب أن يعرف إمكانات نفسه حتى لا يخوض بها فيما ليس من شأنها أو فى مجال ليست هي من أهله، وهذا الاسم يقتضى من الإنسان أن ينصر الحق وأن يقوم بين الناس بالقسط وأن يحاول أن ينفعهم ما استطاع إلي ذلك سبيلا وأن يقوي دائما من بأسه لنفع الناس لا للتطاول عليهم، كما يجب عليه أن ينصر المستضعفين وأن يغيث المستغيثين، ويقتضي هذا الاسم من الإنسان أيضا احترام الإله وتعظيم قدره واكتساب القوى بكافة صورها المادية والمعنوية، وعليه أن يتحلي بالثقة بالله تعالى وبالعزة والمنعة، كما أن عليه أن يجاهد لتكون الغلبة لرسالة الحق ولتكون كلمة الله هي العليا.
وهذا الاسم يقتضي أن يكون المؤمنون أمة واحدة قوية مرهوبة الجانب، فهو من الأسماء التي اقتضت أركان الدين الملزمة للكيانات الكبرى.
[الأنترنت – موقع أسماء الله الحسنى - القوي العزيز- مرسلة بواسطة أ.د حسني أحمد]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.