أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعــــــة بعد المائــــــــــــتين في موضـــــــــــــوع القوي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه التاسعة  بعد المائتين في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : أحبوا الدنيا وكرهوا الموت....

اعلموا أن الذي يعيش لهذه الأرض وحدها ، ويريد ثواب الدنيا وحدها . . إنما يحيا حياة الديدان والدواب والأنعام !.

والذي يتطلع إلى الأفق الآخر . . إنما يحيا حياة "الإنسان" الذي كرمه الله واستخلفه وأفرده بهذا المكان ثم يموت في موعده المضروب بأجله المكتوب . . وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا..

لسنا بحاجة إلى الضعفاء الهزالى الخائفين من هبة ريح أو عاصفة هوجاء الذين لا ينصرون صديقا ولا يخيفون عدوا ..

وأعدُّوا - يا معشر المسلمين - لمواجهة أعدائكم كل ما تقدرون عليه مِن عدد وعدة, لتُدْخلوا بذلك الرهبة في قلوب أعداء الله وأعدائكم المتربصين بكم, وتخُيفوا آخرين لا تظهر لكم عداوتهم الآن, لكن الله يعلمهم ويعلم ما يضمرونه...

قال تعالى (( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ))...

فلا تخافوا ولا تضعفوا وأنتم الأعلون .. الأعلون منهجا ...الأعلون سندا...الأعلون. إن كنتم على المحجة البيضاء التي إن زغتم عنها هلكتم...

الشرف كل الشرف والقوة كل القوة ليست في الدور ولا القصور ولا الأموال ولا البنين ولا في الهيئات .

الشرف والعز أن تكون عبدا لرب الأرض والسماوات تتمثل أوامره والجهاد في سببله لنتفع بذلك لأنه غني حميد.

ومما زادني شرفا وتيهاً ****** وكدت بأخمصي أطأ الثريا

دخولي تحت قولك يا عبادي******وأن صيرت أحمد لي نبيا

ما أحسن القوة في الحق تنطلق بردا وسلاما لرد المظالم وإقامة الحدود و لا يعرف أهمية هذه القوة الا من عاش تحت وطأة الطغيان وظلم الطواغيت..

ما أحسن القوة يوم ترشد الضال وتدل الحيران وتشجع الجبان.

ما أجمل القوة عندما تُحَقُّ الحقَّ وتُبطلُ الباطلَ وهي القوة التي أمر بها الإسلام.

فمبدؤكم المبدأ الأصيل، وقرءانكم الكتاب الجليل، وسندكم الرب الفضيل...

فكيف يَهِنُ ويضعف من كان الله سنده ومولاه وكيف يهن ويضعف من كان محمد رسول الله قدوته ورسوله .....

[ الأنترنت – موقع فيس بوك - جاء الحق وزهق الباطل - المؤمن ضعيف بنفسه قوي بأخيه...]

* ذكر الله قوة القلوب والأبدان :

إن المؤمن في سكناته وتحركاته، وحِلِّه وترحاله، وتصرفاته وجميع أحواله لا غنى له عن خالقه ومولاه؛ إذ هو عونه ومعتَمَدُه ومبتغاه، والعبد الربانيّ عابد متأله، ومخبت منكسر لله -جل في علاه-؛ لذا فكلما قويت صلة العبد بربه، وكان دائم الطاعة لله هُدِيَ طريقَه وأُلهم رشدَه، وقويت عزيمتُه، وازداد قوةً إلى قوته، واشتد صلابةً في الدين، فهذا نبيُّ الله هود -عليه السلام- يقول لقومه مُرشِدًا: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)[هُودٍ: 52]، قوله: (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ)[هُودٍ: 52]، فإنهم كانوا من أقوى الناس؛ ولهذا قالوا: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)[فُصِّلَتْ: 15]، فوعدهم أنهم إن آمنوا زادهم قوةً إلى قوتهم.

ويستفاد من الآية: أن الاستغفار مع الإقلاع على الذنب سبب للخصب والنماء وكثرة الرزق وزيادة

العزة والمنعة، قال ابن كثير -رحمه الله-: “ومن اتصف بهذه الصفة -أي الاستغفار- يسَّر اللهُ عليه

رزقَه، وسهَّل عليه أمرَه، وحفظ عليه شأنَه وقوتَه“.

ولما سألت فاطمة -رضي الله عنها- النبي -صلى الله عليه وسلم- خادمًا وجَّهَها وزوجَها عَلِيًّا بقوله: “ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما، أو أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم” (رواه البخاري، من حديث علي -رضي الله عنه-).

فأرشد النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ابنتَه فاطمةَ -رضي الله عنها- إلى أنَّ ذِكْر الله يقوِّي الأبدانَ، ويحصل لها بسبب هذا الذكر الذي علَّمَها قوةً؛ فتقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم، قال ابن حجر -رحمه الله-: “ويستفاد من قوله: “ألا أدلكما على خير مما سألتما” أن الذي يلازم ذكر الله يُعطى قوةً أعظمَ من القوة التي يعملها له الخادم، أو تسهل الأمور عليه بحيث يكون تعاطيه أموره أسهل من تعاطي الخادم لها.

معاشر المسلمين: لقد فطن أولياء الله وتيقَّنوا أن ذِكْرهم لله هو قوتهم، وأن حاجة أرواحهم للغذاء أحوج من حاجة أجسادهم، بل إن المادة التي تستمد منها أبدانهم قُواها هي زاد أرواحهم، فقلوبهم معلَّقة بالله، وألسنتهم تلهج بذكر الله دائما، جاء في (صحيح مسلم) من حديث جابر بن سمرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنة، قال أبو العباس القرطبي -رحمه الله-: “هذا الفعل منه -صلى الله عليه وسلم- يدل على استحباب لزوم موضع صلاة الصبح للذكر والدعاء إلى طلوع الشمس؛ لأن ذلك الوقت وقت لا يُصلى فيه، وهو بعد صلاة مشهودة، وأشغال اليوم بعد لم تأتِ، فيقع الذكر والدعاء على فراغ قلب، وحضور فَهْم، فيُرتجى فيه قبولُ الدعاء وسماع الأذكار“.

وعن الوليد بن مسلم -رحمه الله- قال: “رأيتُ الأوزاعيَّ يَثبُتُ في مصلاه، يذكر الله حتى تطلع الشمس، ويخبرنا عن السلف أن ذلك كان هديهم، فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض، فأفاضوا في ذكر الله والتفقه في دينه“.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.