أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــــــــه الحلقـــــــــــــة الثامنة بعد المائــــــــــــتين في موضــــــــوع القوي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة بعد المائتين  في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : *كيف يعلم المسلم قوة إيمانه من ضعفه وكيف يقوي المسلم إيمانه ؟

السؤال: عرفنا الفرق بين المسلم والمؤمن فكيف يعلم الشخص أنه وصل إلى درجة الإيمان؛ لأن عندي إحدى الأخوات تقول: إنها مؤمنة وإيماني قوي، كيف يعلم الإنسان إن إيمانه قوي، وما الشروط التي تجعل المؤمن قوي الإيمان، هل يعلم الإنسان إذا كان إيمانه قويّاً، أو ضعيفاً أرجو توضيح ذلك مأجورين؟

الجواب: الشيخ: الحمد الله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين، وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، سبق لنا أن الإيمان أعلى مرتبة من الإسلام، والإنسان يعلم أنه مؤمن بما يكون في قلبه من الإقرار بما يجب الإيمان به، وهو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبما يكون لهذا الإيمان من النتائج؛ وهي الإمامة إلى الله عزَّ وجلَّ بفعل الطاعات، والتوبة إليه من المعاصي، ومحبة الخير للمؤمنين، ومحبة النصر للإسلام، وغير ذلك من موجبات الإيمان التي تدل دلالة واضحة على أن الإنسان مؤمن، ويمكن هذا العامي بأن الإنسان مؤمن بأن يطبق أحواله وأعماله على ما جاءت به السنة، مثل: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فلينظر هل هو يحب لأخيه ما يحب لنفسه، أو يحب أن يستأثر على أخيه، ولا يهتم بشأنه، ويطبق ذلك أيضاً على نفسه في المعاملة، هل هو ناصح في معاملته لإخوانه، أو غاشاً لهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من غش فليس منا، فلننظر إلى هذا، ولننظر أيضاً هل هو حسن الجوار بجيرانه، أو على خلاف ذلك؛ لأن حسن الجوار من علامات الإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه، وقال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ذلك من الأحاديث التي يعرف بها الإنسان ما عنده من الإيمان قوة وضعفاً، فالإنسان العاقل البسيط يزن إيمانه بما يقوم به من طاعة الله، واجتناب معصيته، ومحبة الخير لنفسه، وللمسلمين، وأما قول القائل: أنا مؤمن إيماناً قويّاً، فهذا إن قاله على سبيل التزكية لنفسه، فقد أخطأ لقول الله تعالى: ﴿فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ وإن قالها على سبيل التحدث بنعمة الله، وتشجيع غيره على قوة إيمانه، فلا حرج عليه في ذلك، ولا بأس به، والإنسان يعرف قوة إيمانه كما ذكرنا آنفاً بآثاره التي تترتب عليه، كما أنه يشاهد علم الغيب الذي أخبر الله عنه بحيث لا يكون عنده أدنى شك فيما أخبر الله به رسوله من أمور الغيب. [الأنترنت – موقع الشيخ ابن عثيمين - كيف يعلم المسلم قوة إيمانه من ضعفه وكيف يقوي المسلم إيمانه ؟]

* جاء الحق وزهق الباطل :

إن المُتَأمِّلَ في أحوال المسلمين اليوم يجد أن الضعفَ والخَوَرَ والهزيمةَ قد حلت مكان القوة والعزة والنصر.

إن الزمان قد تَغَيَّرَ على المسلمين فانكمشوا بعد امتداد، ووهنوا بعد قوة، وتفرقوا بعد وحدة،... هذا كله لإنهم ضَيَّعوا مصادرَ قوتهم.. فالإيمان لم يعد هو المسيطر على أنفسهم والموجه لإخلاقهم...

أصبحوا غُثاءً كغثاء السيل في ذُلٍّ وهوان .

أحبوا الدنيا وكرهوا الموت....

لكن القوة هنا هي قوة العقيدة ورحاب الإيمان بالله وتطبيق أحكامه.. "إن الحكم إلا لله"

والمؤمن الواثق بنصر الله قوي وإن لم يكن في يده سلاح ....

إن المؤمن بالله غني وإن لم تمتلأ خزائنه بالذهب والفضة .

فالمؤمن أقوى من البحر بأمواجه والرياح بهبوبها والجبال وثباتها وصدق النبي صلى الله عليه وسلم القائل .:

"لو عرفتم الله حق معرفته لزالت بدعائكم الجبال "

كم نحن بحاجة الى المؤمِنُ القوِيّ الذي يتماسَك أمامَ المصائبِ ويثبُت بين يدَيِ البلاء راضيًا بقضاء الله وقدَره،فهو صبار في السراء شكور عند الضراء..

وقد صوَّر هذا رسولُنا صلى الله عليه وسلم بقوله: ((عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمرَه كلَّه خير، وليس ذلك لأحدٍ إلاّ للمؤمن؛ إن أصابته سرّاءُ شكَر فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرّاء صبرَ فكان خيرًا له)) رواه مسلم

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.