أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والتسعــون بعد المائــــــــــــة في موضــــوع القوي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والتسعون بعد المائة  في موضوع (القوي ) وهي بعنوان :*الإسلام دين القوة والعزة: عبرة من السيرة النبوية الكريمة :

وحضر النبي (ص) هذا الحلف وأشاد به بعد أن شرفه بالرسالة حتى قال لقد حضرت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ولو ادعى به الإسلام لا جبت فهذا الحلف هو من باب تغيير الجماعة للمنكر ومن أعظم المناكر العامة في البشرية منكر الشرك باله فبعث الله رسوله بعقيدة التوحيد المنفية للشرك فكانت مهمة نشرها وإعلانها صعبة وأنزل عليه قوله (فأصدع بما تومر وأعرض عن المشركين) فهل تحولت بسببه الجزيرة العربي من الوثنية إلى التوحيد والدخول في دين الإسلام بمجرد الدعوة وإهمال الاستعداد والقوة، واستعمال هذه القوة في الوقت المناسب أم أن الاستعداد وقع وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. وقال في الإذن لاستعماله لرد عدوان المشركين على المومنين «أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله». وقد كان الإسلام يريد أن يظهر أمام أعدائه بمظهر القوة والعزة لا بمظهر الضعف والذلة في كل مرحلة من مراحل كفاحه، فقد دأب النبي عليه السلام يدعو إلى الله في مكة بعد ثلاثة عشر سنة قبل الهجرة إلى المدينة ويعرض دعوته في موسم الحج على القبائل لتدخل ف يدين الإسلام كما يعرض نفسه لتحميه حتى يبلغ رسالة ربه، فاستجاب في هذه الثناء جماعة الأنصار وفشت دعوة الإسلام في المدينة فرأت قريش أن محمد ابن عبد الله وجد سندا خارج مكة فصار لا يومن جانبه فتآمرت على قتله واغتياله بواسطة جماعة من الشبان من قبائل مختلفة حتى لا يقدر بنو هاشم على الأخذ بثأره منها مجتمعة ففشلت المؤامرة بإذن الله لنبيه في الهجرة إلى المدينة، فاجتمع شمل المسلمين بها، وصار الاستعداد والمناوشات وفي النهاية الجهاد والقتال بين الرسول وبين قبيلته، ومن أهم ذلك غزوة بدر التي انتصر فيها المسلمون، وقتل فيها صناديد من المشركين، وغزوة أحد التي امتحن فيه المسلمون واستشهد فيها كثير من المومنين.

وقصد النبي زيارة البيت فمنعته قريش وكان الصلح على أن يرجع في العام القابل لزيارة البيت الحرام فلما رجع أشاع أعداؤه أن حمى المدينة نهكت المسلمين، فخرجوا ينظرون على طواف المسلمين بين الصفا والمروة فقال النبي لأصحابه (رحم الله أمرا أراهم اليوم من نفسه قوة) فصاروا يسرعون في الطواف بين الصفا والمروة فكان هذا الطواف زيادة على كونه عبادة من مناسك الحج كاستعراض للقوة أمام لخصم لهزم معنوياته وهكذا كان الشأن في مظاهر الإسلام القوية في مختلف المناسبات.

ومن أروع ذلك الاستعراض الذي وقع يوم فتح مكة حسبما رواه ابن هشام في السيرة، أنه بعد ما

أجار العباس بن عبد المطلب أبا سفيان حتى أسلم قال أي العباس قلت يا رسول الله أن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، فلما ذهب لينصرف قال رسول الله (ص) يا عباس أحبسه بمضيق  الوادي حيث أمرني رسول الله (ص) أن أحبه قال ومرت القبائل على راياتها، كلما مرت قبيلة قال يا عباس من هذه ؟ فأقول سليم فيقول مالي ولسليم ثم تمر القبيلة فيقول مالي ولمزينة حتى نفذت القبائل ما تمر به قبيلة إلا يسألني عنها فإذا أخبرته بهم قال مالي ولبني فلان، حتى مر رسول الله (ص) في كتيبته الخضراء قال ابن هشام وإنما قيل لها الخضراء لكثرة الحديد وظهوره فيها قال ابن إسحاق فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد، فقال أي أبو سفيان سبحان الله يا عباس من هؤلاء قال : قلت هذا رسول الله (ص) في المهاجرين والأنصار، قال ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، والله يا أبا الفضل (كنية العباس) لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما، قال قلت يا أبا سفيان إنها النبوة، قال (نعم إذن) فهذا اعتراف خطير من قائد حربي محنك هو أبو سفيان القائد العام للمشركين في معركة أحد، وفي غزوة الأحزاب، إلا أنا مع هذا كله نقول أن الباحث في انتشار الإسلام في الجزيرة العربية يكاد يجزم بأن الإسلام انتشر بطريق السلم فيها، لأن الغزوات التي حضرها رسول الله سبع وعشرون غزوة قاتل ف يتسع منها وهي غزوات : بدر وأحد والخندق وقريظة والمسطلق وخيبر والفتح وخنيس والطائف. وغزوة بدر التي لها أهمية كبرى في انتصار الإسلام لم يبلغ القتلى فيها من الجانبين مائة قتيل، كما أن معركة أحد التي ابتلى فيها المسلمون واستشهد فيها عدد من المومنين كذلك لم تبلغ القتلى مائة قتيل بين الجانبين.

أما غزوة الفتح فقد قتل فيها أفراد فقط في مناوشة صغيرة، حتى أن العلماء اختلفوا هل فتحت مكة عنوة أم لا ؟ وهذا القدر من القتلى قليل بالنسبة لأمة كثيرة العدد، وهذا ما يبين صحة قول النبي صلى الله عليه وسلم ونصر «بالرعب مسيرة شهر» وذل تأييد من الله، كما قال سبحانه : هو الذي أيدك بنصره

وبالمومنين وآلف بين قلوبهم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.