أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والستـون بعد المائــــــــــــة في موضــــوع القوي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والستون بعد المائة  في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : * موقع قدرة الله وعدله :

 إن قدرة الله  تعالى هي التي ترحم الإنسان وتحفظه من ظلام الليل  الـممانع للرؤيا  والعمل لكسب  الطعام.  كما  أن استمرار الشمس وحرارتها المفرطة  دون مجيء  الليل فيه هلاك كذلك للإنسان  وسائر  المخلوقات.  القصص الآيتان 72 و73 : "قل أ رأيتم إن جعل  الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إلــه غير الله  يأتيكم  بليل  تسكنون فيه أفلا  تبصرون،  ومن رحمته  جعل لكم  الليل   والنهار  لتسكنوا فيه  ولتبتغوا  من فضله  ولعلكم  تشكرون".

ومن يستطيع  منع  هجوم  البحر  على اليابسة واكتساح  الأرض ، لنتذكر هجوم البحر  على اليابسة  بقارة آسيا  (تسونامي) وما خلف  من دمار  وخراب وأضرار في آلاف القتلى والممتلكات  بينما مسجد  يذكر فيه اسم الله بقي شامخا لم يتهدم  أليس في ذلك آية من  آيات الله  الدالة  على قدرته بالعقاب والإنذار ؟

لا أحد  يعطي  الروح للمخلوقات  ولا أحد  يعيد  الروح  لميت إلا  الله تعالى. طلب  كفار  بني  إسرائيل  من موسى  رؤية  الله فماتوا  بقدرة الله ثم  عفا عنهم  وأحياهم  ليعطيهم  آية  من آياته.  البقرة   الآيتان  55 و56  : "وإذا قلتم  يا موسى  لن نؤمن لك حتى  نرى  الله  جهرة  فأخذتـكم  الصاعقة  وأنتم  تنظرون  ثم بعثناكم  من بعد موتكم  لعلكم  تشكرون". 

ب -  آيات  دالة  على أن الله  لا شريك  له  في قدرته :

إن البحث في  كل  الآيات   الدالة على أن الله لا شريك له في القدرة والقضاء والقدر في  الكون  يحتاج إلى دراسة معمقة  أكثر ولكني  أقتصر  على بعض الآيات  التي توصلت  إليها  في هذا المجال.

الله تعالى  خلق  الكون  وما فيه  ويدبر  أموره  بمفرده  وبقدرته  وقضائه وقدره  وسلطانه  ولا  يشاركه في ذلك  غيره ،  فالإنسان وسائر المخلوقات  كالملائكة  والرسل والجن  ومنه  الشياطين  لا تشارك الله في قدرته أبدا  بل كل الكون وما فيه خلقه  الله  وخاضع  لقدرته وحكمه ، وسأبين  بعض الآيات  الدالة على ذلك بالنسبة للملائكة والرسل والشياطين ثم أختم  هذه النقطة  بالآيات  الدالة على أن الله  فعال لما يريد ، وطبعا الله لا يريد إلا الحق والعدل  وقدرته مطلقة  ولكنها عادلة  لأن  الله هو الحق  والعدل  ولا يظلم.

بالنسبة  للملائكة  فهم من مخلوقات  الله  تعالى وخاضعون   لقدرته  وسلطانه  وينفذون أوامره

 لتدبير  أمور  الكون  وما فيه.  الأنبياء  الآيتان  26-27  :  "وقالوا  اتخذ  الرحمان ولدا  سبحانه ، بل   عباد  مكرمون  لا يسبقونه  بالقول وهم  بأمره  يعملون"......

لا  أحد  يعلم الغيب  ولا يعلم  ما  يقوله  الله  الملائكة  وما  يقوله  للملائكة  فيما  بينهم إلا  الله.  الطور  الآية  38 :  "أم لهم سلم يستمعون  فيه فليأت  مستمعهم بسلطان  مبين" ،  فالملائكة  خلقهم  الله قبل خلق الإنسان وكذلك الجن ومنه الشياطين ، البقرة  الآية 30 :  "و إذ قال ربك للملائكة إني  جاعل في الأرض خليفة" .....

إن تنفيذ  الملائكة  أوامر  الله  وتنـزيلهم  على عباد  الله الذين  اختارهم  كأنبياء  ورسل  لتبليغ  شرعه  وعلى عباده المؤمنين الذين اختارهم  لإنذار  الناس بعد الرسل والأنبياء باستمرار إن ذلك لدليل  من الأدلة القاطعة  على أن الله  تعالى موجود وقادر على كل شيء في الكون  ولا يشاركه  أحد  ملك الكون وما فيه والتصرف  فيه ،  فإذا  جاءتك  أيها الإنسان  رسالة بواسطة ساعي البريد  أليست  دليلا على وجود  من أرسلها وكتبها ؟  كم من نبي ورسول بعثه الله لتبليغ  شرائعه  وكتبه للناس  منذ  نوح  عليه  السلام وكم  من  مؤمنين نزل عليهم  الله  ملائكته  لإنذار  الناس  وحتهم على عبادة الله وطاعته والالتزام  بالقرآن  الكريم حتى كتابة هذه السطور. إن  الله تعالى مدبر  لأمور  الكون الذي خلقه  ويراقبه ويعلم ما وقع  ويقع وسيقع فيه ، فلنؤمن  يا بني آدم  ، يا أبناء أم واحدة  وأب  واحد  بمن  خلقنا  ونحن من  روحه  ويملكنا  وحياتنا  وموتنا  بقدرته  في أية  لحظة  ولنلتزم  بالقرآن  الذي  أنزله  للناس  كافة في الكون  ، يوسف  الآية  40 : "إن الحكم إلا لله   أمر  ألا  تعبدوا  إلا إياه  ذلك الدين القيم".

وبالنسبة لرسل الله  من الناس هم أيضا  مثل الملائكة  والجن  لا يشاركون الله في قدرته ورحمته وقضائه  وقدره.  بل  إن  كل ما خلق الله ومنهم الرسل  خاضع لحكم  الله ومراقبته ، الملك الآية 26 :  "قال إنما  العلم عند الله وإنما أنا  نذير مبين" ...

ونفس الحقيقة  تقال عن الجن ومنه  الشياطين  ،  إنهم  خاضعون  لقدرة الله  وقضائه  وقدره  ومراقبته  وجزائه ،  الحجر  الآية  27 : "والجان  خلقناه  من قبل  من نار  السموم"....

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.