أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السابعة والستـون بعد المائــــــــــــة في موضــــوع القوي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة والستون بعد المائة  في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : * موقع قدرة الله وعدله :

ومن قدرة الله  هداية وإرشاد  المؤمنين الصالحين و حمايتهم إذا شاء ، وهناك وقائع وآيات كثيرة مؤكدة  لذلك منها الإسراء  الآية  74 : "ولولا  أن ثبتناك لكدت  تركن  إليهم" .....

لهذا فالذي  يقرر  فعل شيء مستقبلا قد  تمنعه  إرادة  الله العادلة ولسبب مستحق  لا ظلم  فيه ، الكهف  الآية  23 : "ولا تقولن لشيء  إني فاعل ذلك غدا ، إلا  أن يشاء الله واذكر ربك  إذا  نسيت  وقل  عسى  أن يهدينـي ربي  لأقرب من هذا رشدا" ، قد يقرر  بناء  بناء  دار  في الشهر المقبل لكن قضاء الله وقدرته  المطلقة  قد تحول  دون بناء هذه  الدار لأسباب أربعة :

1 – قد يأتي أجل  موت البناء  قبل البدء في البناء

2 – قد يبتلي الله البناء بمصيبة مرض أو غيره  لاختيار  إيمانه وصبره  وكشفه  للملائكة  والناس لأن الله يعلم ما في النفوس.

3 – قد يأتي  أجل  عقاب الله للبناء  عن ذنوب  سبق  أن  ارتكبها  فيحول  العقاب دون إنجاز البناء ، الشورى الآية  30 : "وما  أصابكم من مصيبة فبما  كسبت أيديكم".

4 – قد يأتي يوم الساعة  وهي اللحظة  التي  يفنى  فيها ما في الكون  ويموت  كل الناس من أجل  البعث للحساب  أمام الله  يوم القيامة وأجل  ووقت  ساعة  الفناء علمها  عند الله وحده ، النازعات  الآيات 42-46 : "يسألونك  عن الساعة إيان مرساها ، فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها" ، إنما أنت منذر من يخشاها  كأنـهم يوم يرونـها  لم يلبثوا  إلا عشية أو ضحاها" ، يوسف  الآية  107 : "أ فآمنوا  إن  تأتيهم غاشية من عذاب  الله  أو تأتيهم  الساعة بغتة  وهم  لايشعرون" ،  الأحزاب  الآية  63 : "يسألك  الناس  عن الساعة  ، قل  إنما  علمها  عند الله  وما  يدريك  لعل  الساعة تكون قريبا".

إن ساعة موتنا   جميعا  لما تقوم ساعة الفناء للبعث  والحساب قد يقررها  الله أثناء قراءة هذه السطور أو كتابتها  ، وعندئذ   يقفل كتاب  كل  إنسان الذي تسجل  فيه أعماله في الحياة الدنيا. فماذا  ينفعنا  إذا كان هذا الكتاب مملوءا  بالسيئات والظلم أمام حساب الله والميزان ، القارعة الآيات 1-11 : "القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش فأما  من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ، وأما من خفت  موازينه  فأمه  هاوية  وما أدراك ماهيه نار حامية".

فيا بني آدم  احذروا  قيام ساعة الفناء  واعملوا طبقا  للقرآن  للفوز  بسعادة الدنيا  المؤقتة  وسعادة  الجنة في الآخرة الدائمة.  فالإنسان عندما  يموت ويدفن  ويغطى  بالحجر  والتراب  يواجه  الحساب  طبقا  لأعماله بلا زيادة أو نقصان ،  فلنفرح نحن الأحياء  في الدنيا  لأن أمامنا  فرصة لتحسين أعمالنا  بالتقوى  والعمل الصالح والالتزام بأحكام  شرع  الله  القرآن الكريم  فنفوز  في امتحان  الحساب أمام الله  تعالى واتباع  صراطه  المستقيم  وطريق العودة  إلى الجنة التي منها  أصلنا  وأبونا  آدم وأمنا  حواء  عليهما  السلام  ، كل  أطفال  العالم  يولدون  مستحقين للجنة  ، كتاب أعمالهم  أبيض  بدون سيئات ، ومن الخطأ  القول  بأن الإنسان   يدخل الجنة  برحمة الله وليس بعمله ، بل  إن الإنسان  لا يدخل  الجنة  فعلا  إلا  برحمة الله  وفضله  ولكن  الله  عادل  ولا  يمنح  رحمته وفضله  إلا  لمن  يستحقها  بعمله  الصالح والتقوى والالتزام  بأحكام القرآن.  وهناك عدة آيات  مؤكدة  لهذه الحقيقة  منها  الأعراف  الآية 156 : "رحمتـي وسعت كل شيء ، فسأكتبها  للذين يتقون  ويؤتون  الزكاة  والذين  هم بآياتنا  يؤمنون" ، والعنكبوت  الآية  23 : "والذين  كفروا بآيات  الله ولقائه  أولئك  يئسوا  من رحمتي  وأولئك لهم عذاب أليم" ، والإنسان الآية 31 : "يدخل  من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما" ، والأنعام الآية 147 : "فإن كذبوك فقل  ربكم  ذو  رحمة  واسعة  ولا يرد  بأسه عن القوم  المجرمين".

لهذا  فإن رحمة الله  جزاء العمل الصالح والإيمان والتقوى   أي الالتزام بأحكام القرآن  وعذاب  الله  جزاء  الكفر  ومخالفة  أحكام  القرآن  والظلم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.