أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الرابعة والستـون بعد المائــــــــــــة في موضــــوع القوي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والستون بعد المائة  في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : * موقع قدرة الله وعدله :

ب -  الموت  بقدرة  الله تعالى :

كل  إنسان من خلق الله تعالى ، وكل إنسان ميت حتما لأن الحياة الأولى بالدنيا مؤقتة  ونهايتها  الموت ، ويبعث  الله  الأموات  للحياة الدائمة في الآخرة بعد الحساب والجزاء.

قال الله تعالى في سورة الواقعة الآيتين 60-61 : "نحن  قدرنا بينكم الموت  وما نحن بمسبوقين ، على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون" ....

إذا قامت ساعة فناء الكون بأمر من الله وعلمها عنده سبحانه فلا أحد يستطيع منع قضاء الله وحكمه ، وتؤيد ذلك  عدة آيات  منها  القصص  الآية 88 : "كل شيء هالك  إلا وجهه  له الحكم وإليه ترجعون" ......

الله تعالى له قدرة فناء الكون في أي وقت وبعث الناس أحياء من جديد لمحاسبتهم عن أعمالهم في الدنيا. وله كذلك قدرة على منع المخلوقات الحية من طعامها كعقاب عن  ذنوب أو ابتلاء أو لإنهاء الحياة كلها في الدنيا. وتؤيد ذلك عدة  آيات  أخرى منها الملك الآية 21 : "أمن هذا الذي  يرزقكم إن أمسك رزقه بل  لجوا  في  عتو  ونفور" .....

يا أيها الناس  في كل أنحاء  العالم  إنكم  إخوة  في الأصل ، إنكم  جميعا من آدم  وحواء ، وقد بعث

 الله  لكم  رسوله  محمد  عليه وعلى جميع الرسل  صلاة الله  وسلامه  لقوله  تعالى  في سورة الأعراف الآية  158 : "قل يا أيها  الناس إني  رسول الله إليكم جميعا  الذي له ملك السماوات والأرض لا إلــه إلا هو يحيي ويميت ، فآمنوا  بالله ورسوله النبي الأمي  الذي يؤمن  بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون" ......

واعلموا  أيها الناس  وتأكدوا  أن حياتنا  ووجودنا  من  خلق  الله وروحه  وبفضل  الله الذي  بيده مادة حياتنا ، وهي الماء وبركات الأرض  والهواء ، الأعراف  الآية  96 : "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا  لفتحنا  عليهم  بركات  من السماء والأرض"....

فلنعبد أيها الناس  من خلقنا  ويراقبنا  ويطعمنا  ومن سخر لنا  كل ما في الكون وكرمنا ،  فلنعبد الله  الذي  لا إلــه إلا هو الحي  القيوم  لا تأخذه  سنة ولا نوم  والذي  نحن  له  وإليه راجعون حتما ، ولا تكون  عبادة الله إلا بالالتزام بأحكام القرآن  قولا وعملا ،  سرا وعلانية.

لقد  تعمدت تكرار النداء  لإخواني  بني  آدم في العالم ، وأعتذر  لأني  مشتاق  لإقناع غير المقتـنـعـين بأحكام القرآن الكريم واعتناقهم دين الله الحق  الإسلام  والإخلاص  لخالق الكون ومدبر أموره وهو الله تعالى.

المبحث  الثاني  براهين وآيات  دالة على قدرة الله تعالى

أ -  قدرة الله تعالى  على مراقبة  ما خلق :

ومن  قدرة الله  تعالى وسلطانه وحكمه  للكون وما فيه أنه يراقب أعمال وأقوال كل مخلوقاته البشرية وغيرها ويعلم ما في عقول الناس وأفكارهم واعتقادهم جميعا وفي نفس الوقت وباستمرار ، ويعلم الله تعالى لغات كل المخلوقات ووسائل اتصالها مهما اختلفت وتعددت وتطورت.  وسوف  أبين  الآيات الكريمة المؤكدة  لقدرة الله على مراقبة الناس ، قال الله تعالى  في العنكبوت  الآية 10 : "أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين"  ، هذه الآية  تدل  على أن الله  يعلم أسرار  كل ما في الكون ولا

يعلمها أحد  سواه  ومنها  أسرار  الإنس والجن والملائكة.

ومن الآيات الدالة على مراقبة الله للإنسان التوبة  الآية  105 : "وقل  اعملوا  فسيرى  الله عملكم  ورسوله والمؤمنون  وستردون  إلى عالم  الغيب والشهادة فينبئكم  بما كنتم  تعملون" .....

إن  الله  بقدرته  المطلقة  يراقب أعمال كل  مخلوقاته  ومنها الرسل  والأنبياء  لأنـهم  ملزمون  هم  أيضا  بالالتزام  بشرع  الله المنـزل وبتبليغه  للناس  وتنفيذ  أوامر  الله تعالى.  ومن الآيات الدالة على ذلك  هود  الآية 112 : "فاستقم كما أمرت  ومن تاب معك  ولا  تطغوا  إني  بما  تعملون  بصير".......

وقصة  ابن  نوح  الذي كفر  فأغرقه  الله رغم  كون  نوح طلب من الله   إنقاذه.  هود  الآية  45 : "ونادى نوح  ربه  فقال  رب  إن  ابني  من أهلي" ، والآية  46 : "قال  يا نوح  إنه  ليس من أهلك إنه عمل غير صالح … " ......

هذه الآيات   الكريمة  تؤكد  بأن قدرة الله لا تعلوها  قدرة نـهائيا  وأن كل  ما خلق الله  خاضع  لسلطان  الله وقدرته وحكمه ومراقبته  وتصرفه  العادل

 ومنهم الرسل  والأنبياء  المؤمنون الآية  :  51  : "يا أيها  الرسل  كلوا  من الطيبات واعملوا  صالحا إني بما  تعملون  عليم"  ......

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.