أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة التاسعة والأربعون بعد المائــــــــــــة في موضــــوع القوي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة والأربعون بعد المائة  في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : نماذج من فراسة الصَّحابة والسلف :

#فِرَاسَة عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه :

رُوِي عن عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه : أنَّه دخل عليه قوم من مَذْحِج فيهم الأشتر، فصعَّد عمر

فيه النَّظر وصوَّبه، وقال : أيُّهم هذا؟ فقالوا : مالك ابن الحارث، فقال : ما له - قاتله الله - إنِّي لأرى للمسلمين منه يومًا عصيبًا، فكان منه في الفتنة ما كان [ذكره القرطبى فى تفسيره] .

#فِرَاسَة عثمان بن عفَّان رضي الله عنه :

وهذا عثمان بن عفَّان، دخل عليه رجل من الصَّحابة، وقد رأى امرأة في الطَّريق، فتأمَّل محاسنها، فقال له عثمان : يدخل عليَّ أحدكم، وأثر الزِّنا ظاهر على عينيه، فقلت : أوحيٌّ بعد رسول الله ؟! فقال : لا، ولكن تَبْصِرة وبرهان، وفِرَاسَة صادقة [انظر: الروح لابن القيم] .

#فِرَاسَة علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

أكْثَرَ رجلٌ الثَّناء على عليٍّ رضي الله عنه بلسان لا يوافقه القلب، فقال له: (أنا دون ما تقول، وفوق ما في نفسك) [رواه ابن أبى الدنيا فى الصمت] .

نماذج من السَّلف والعلماء المتقدِّمين :

فِرَاسَة الشَّافعي :

- قال محمَّد بن إدريس الشَّافعي : (خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفِرَاسَة، حتى كتبتها وجمعتها، ثمَّ لما حان انصرافي، مررت على رجل في طريقي وهو مُحْتَبٍ بفناء داره، أزرق العينين، ناتئ الجبهة سِنَاط، فقلت له : هل من منزل ؟ فقال : نعم. قال الشَّافعي : وهذا النَّعت أخبث ما يكون في الفِرَاسَة، فأنزلني، فرأيت أَكْرَم رجل، بَعَث إليَّ بعشاء وطِيب، وعلفٍ لدابَّتي، وفِرَاش ولِحَاف، فجعلت أتقلَّب اللَّيل، أجمع ما أصنع بهذه الكتب ؟ إذ رأيت هذا النَّعت في هذا الرَّجل، فرأيت أكرم رجل، فقلت : أرمي بهذه الكتب، فلمَّا أصبحت، قلت للغلام: أَسْرِج ، فأَسْرَج، فركبت ومررت عليه، وقلت له : إذا قدمت مكة، ومررت بذي طوى، فسل عن منزل محمَّد بن إدريس الشَّافعي. فقال لي الرَّجل : أمولى لأبيك أنا؟! قلت : لا، قال: فهل كانت لك عندي نعمة ؟! فقلت : لا، فقال : أين ما تكلَّفت لك البارحة ؟ قلت : وما هو ؟ قال : اشتريت لك طعامًا بدرهمين، وإدامًا بكذا، وعِطْرًا بثلاثة دراهم، وعَلَفًا لدابَّتك بدرهمين، وكِرَاء الفِراش، واللِّحاف درهمان، قال : قلت : يا غلام أعطه، فهل بقي من شيء ؟ قال : كِرَاء المنزل؛ فإنِّي وسَّعت عليك، وضيَّقت على نفسي، قال الشَّافعي : فغَبِطت نفسي بتلك الكتب، فقلت له بعد ذلك : هل بقي من شيء؟ قال : امض، أخزاك الله، فما رأيت قطُّ شرًّا منك) [آداب الشافعى ومناقبه،لابن أبى حاتم الرازى] .

- و(كان الشَّافعي ومحمد بن الحسن - رحمهما الله تعالى- في المسجد الحرام، فدخل رجل، فقال محمَّد بن الحسن : أتفَرَّس أنَّه نجَّار، وقال الشَّافعي : أتفَرَّس أنه حدَّاد. فسألاه، فقال: كنت قبل هذا حدَّادًا، والساعة أُنَجِّر) [الرسالة القشيرية،للقشيرى] .

نماذج من العلماء المعاصرين :

فِرَاسَة الشَّيخ عبد العزيز بن باز :

- كان الشَّيخ عبد العزيز صاحب بصيرة نافذة، وفِرَاسَة حادَّة، يعرف ذلك جيِّدًا من عاشره وخالطه، وأخذ العلم على يديه. وممَّا يؤكِّد على فِرَاسَته، أنَّه يعرف الرِّجال وينزلهم منازلهم، فيعرف الجادَّ منهم في هدفه ومقصده من الدُّعاة وطلبة العلم، فيكرمهم أشدَّ الإكرام، ويقدِّمهم على من سواهم، ويخصُّهم بمزيد من التَّقدير، ويسأل عنهم وعن أحوالهم دائمًا، وله فِرَاسَة في معرفة رؤساء القبائل، والتَّفريق بين صالحهم وطالحهم، وله فِرَاسَة - أيضًا - في ما يعرض عليه من المسائل العويصة، والمشكلات العلميَّة؛ فتجده فيها متأمِّلًا متمعِّنًا لها، تُـقْرأ عليه عدَّة مرَّات، حتى يفكَّ عقدتها، ويحلَّ مشكِلَها، وله فِرَاسَة - أيضًا - في ما يتعلق بالإجابة عن أسئلة المستفتين، فهو دائمًا يرى الإيجاز ووضوح العبارة، ووصول المقصد، إن كان المستفتي عامِّيًّا من أهل البادية، وإن كان المستفتي طالب علم حريص على التَّرْجيح في المسألة، أطال النَّفَس في جوابه مع التَّعليلات وذِكْر أقوال أهل العلم، وتقديم الأرجح منها، وبيان الصَّواب بعبارات جامعة مانعة [موقع الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرسمى] . [ الأنترنت – موقع الكلم الطيب " الفِرَاسَة " ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.