أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة السادسة عشرة بعد المائة في موضــــوع القوي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسة عشرة بعد المائة في موضوع (القوي ) وهي بعنوان :
ثالثًا: الاجتهاد في الأعمال الصالحة: اقسام الأعمال الصالحة من حيث متعلقها :
3- وأما أعمال الجوارح
من صلاة وصيام وحج وصدقة وجهاد وغير ذلك من الطاعات، فهي كذلك من أسباب زيادة الإيمان، فالاجتهاد في القيام بالطاعات التي افترضها الله على عباده، وبالقربات التي ندب عباده إليها، والإتيان بها على أحسن الوجوه وأكملها من أعظم أسباب قوة الإيمان وزيادته.
قال الله تعالى: }قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ{ [المؤمنون:
فهذه الصفات الثمان، كل واحدة منها تثمر الإيمان وتنميه، كما أنها من صفات الإيمان وداخلة في تفسيره.
فحضور القلب في الصلاة، وكون المصلي يجاهد نفسه على استحضار ما يقوله ويفعله من القراءة
والذكر والدعاء فيها، ومن القيام والقعود، والركوع والسجود من أسباب زيادة الإيمان ونموه.
وقد سمى الله الصلاة إيمانًا بقوله: }وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ{ [البقرة: 143]، وقوله: }وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ{ [العنكبوت: 45]، فهي أكبر ناهٍ عن كل فحشاء ومنكر ينافي الإيمان، كما أنها تحتوي على ذكر الله الذي يغذي الإيمان وينميه، لقوله: }وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ{.
والزكاة كذلك تنمي الإيمان وتزيده، فرضها ونفلها، كما قال النبي ﷺ: «والصدقة برهان»
[ مسلم: كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء. ] أي: على إيمان صاحبها، فهي دليل الإيمان، تغذيه وتنميه.
والإعراض عن اللغو الذي هو كل كلام لا خير فيه، وكل فعل لا خير فيه، بل يقولون الخير ويفعلونه، ويتركون الشر قولاً وفعلاً، ولا شك أنه من الإيمان ويزداد به الإيمان.
ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم إذا وجدوا غفلة أو تشعثًا في إيمانهم، يقول بعضهم
لبعض «اجلس بنا نؤمن ساعة» فيذكرون الله ويذكرون نعمه الدينية والدنيوية، فيتجدد بذلك إيمانهم.
وكذلك العفة عن الفواحش خصوصًا فاحشة الزنا، ولا ريب أن هذا من أكبر علامات الإيمان ومنمياته، فالمؤمن لخوفه مقامه بين يدي ربه }وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{ إجابة لداعي الإيمان.
ورعاية الأمانات والعهود وحفظها من علامات الإيمان، وفي الحديث: «لا إيمان لمن لا أمانة له»[ سبق تخريجه.]، وإذا أردت أن تعرف إيمان العبد ودينه، فانظر حاله هل يرعى الأمانات؟
وهل يرعى الحقوق والعهود والعقود التي بينه وبين الله والتي بينه وبين العباد؟ فإن كان كذلك فهو صاحب دين وإيمان ... وإن لم يكن كذلك نقص من دينه وإيمانه بمقدار ما انتقص من ذلك.
وختمها بالمحافظة على الصلوات على حدودها وحقوقها، وأوقاتها؛ لأن المحافظة على الصلوات على حدودها وحقوقها، وأوقاتها؛ بمنزلة الماء الذي يجري على بستان الإيمان فيسقيه وينميه، ويؤتي أكله كل حين.
وشجرة الإيمان محتاجة إلى تعاهد كل وقت بالسقي وهو المحافظة على أعمال اليوم والليلة من الطاعات
والعبادات، وإلى إزالة ما يضرها من الصخور والنوابت الغريبة الضارة، وهو العفة عن المحرمات قولاً وفعلاً فمتى تمت هذه الأمور حيي هذا البستان وزها، وأخرج الثمار المتنوعة.
ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.