أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية بعد المائة في موضــــوع القـــــوي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية بعد المائة في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : *الفرق بين المؤمن القوي والمؤمن الضعيف:
السؤال: كيف يكون المؤمن قوي الإيمان؟
الجواب: يقول النبي ﷺ: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، رواه مسلم في الصحيح، المؤمن القوي: هو قوي الإيمان، الذي عنده من العلم والبصيرة والخوف من الله ما يجعله قوي الإيمان، حتى يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح الناس ويبذل المعروف ويكف الأذى، كلما قوي إيمانه كثرت أعماله الصالحة، وكلما ضعف الإيمان قلت الأعمال الطيبة، فالمؤمن القوي هو الذي يلقى نصرة في الدين وغيرة لله وتعظيماً لله فهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وينصح لعباد الله ويحذر السيئات، هكذا يكون المؤمن القوي.
والمؤمن الضعيف هو ضعيف الإيمان ضعيف البصيرة ضعيف الخوف من الله، فهذا تقع منه المعاصي في الغالب، لضعف إيمانه وقلة خوفه من الله، نسأل الله السلامة، [الأنترنت - موقع الشيخ ابن باز ]
*طريقك إلى تقوية إيمانك :
إن من أهم المهمات، وأوجب الواجبات ، تحقيق الإيمان وتكميله، إذ إن كل خير في الدنيا والآخرة متوقف على وجوده وصحته وكماله.
قال تعالى: }يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ{ [المجادلة:
من هنا شمر المشمرون وتنافس المتنافسون في تحقيق الإيمان وتكميله وتقويته، ومن أولئك سلف الأمة وصدرها الذين كانوا يتعاهدون إيمانهم ويتفقدون أعمالهم ويتواصون بينهم.
فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأصحابه: «هلموا نزدد إيمانًا» وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول: «هلموا بنا نؤمن ساعة».
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول في دعائه: «اللهم زدني إيمانًا ويقينًا وفقهًا» فالإيمان يقوى ويضعف، ويزيد وينقص، ويبلى كما يبلى الثوب فيحتاج إلى تجديد، لذا كان السلف يتعاهدونه بالرعاية والمراقبة، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: «من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد إيمانه أم ينقص».
لذلك كان لا بد من الحديث عن الإيمان وأهمية تفقده وتكميله، إذ هو المنة العظمى كما قال تعالى: }بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{ [الحجرات: 17].
وبتكميل الإيمان تحصل سعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: }مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ [النحل: 97].
والإيمان شرط لقبول العمل قال الله تعالى: }فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ { [الأنبياء: 94].
وعلى قدر تحصيل الإيمان وتحقيقه يحصل الثبات للإنسان أمام مغريات الفتن وتيارات المحن.
قال الله تعالى: }يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ{ [إبراهيم: 27].
وقال تعالى: }الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ{ [آل عمران: 173-174].
ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.