أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثانية والثمانون في موضــــوع القـــــوي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والثمانون في

موضوع (القوي ) وهي بعنوان : دعوة المظلوم : يا مَن ينسَى دعوةَ المظلوم!

لتكُن مثلُ هذه الأمثِلَة زاجِرًا لك ورادِعًا لنفسك عن ظُلم الخلق في أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم

حُكِي أن رجلاً من قتَلَة الحُسين بن عليٍّ ( رضي الله عنه، وعن أبيه، وعن أمِّه، وعن آل البيت جميعًا ) رمَى الحُسين بسهمٍ. فقال الحُسين: يا هذا! إيتنِي بماءٍ أشربُه، فلما رماهُ هذا الرجلُ حالَ بينَه وبين الماءِ، فقال الحُسينُ: اللهم أظمِئْهُ

فرُؤِيَ هذا الرامي وهو عند موته في الاحتِضار وهو يصيحُ من الحرِّ في بطنِهِ، ويصيحُ من البردِ في ظهره، فبين يدَيْه المراوِحُ والثلجُ وخلفَه المُصطَلَى،

وهو يقول: أسْقُوني أهلَكَني العطشُ، فيُؤتَى بإناءٍ عظيمٍ فيه السَّوِيْقُ  وهو الماءُ واللبنُ، لو شرِبَه خمسةٌ لكفاهم -، فيشربَه جميعًا، ثم يعودُ فيقول: أسْقُوني أهلكَني العطشُ، ثم انقدَّ بطنُهُ كانقِداد البَعير

ونقلب  صفحات التاريخ لنذهب الي  الحجاج بن يوسف الثقفى الذي  قتل مائة وعشرين ألفا ومات و في سجونه خمسين ألف رجل، وثلاثين ألف امرأة، و كان يحبس النّساء والرجال في موضع واحد ، ولم يكن للحبس ستر يستر النّاس من الشمس في الصيف ولا من المطر والبرد في الشتاء  ومن أشهر ضحايا هذا الطاغية أكبر علماء الأرض حينذاك وهو “سعيد بن جبير” الذي دعا الله علي الحجاج عند قتله له فقال  : اللهم لاتسلط هذا المجرم على أحد من بعدى وتقبل الله منه هذا الدعاء

وقد ذكرت لنا كتب التاريخ أن الحجاج قد أصيب بمرض “الأكلة ” في بطنه وكان يهرش بطنه بيديه الاثنتين حتى يدمى إلى درجة أنهم كانوا يكوونه بالنار على بطنه لتخفيف تلك الأكلة التي أصيب بها ولم يكن يشعر بحرارة النار  ويقول الرواة أنه كان يبكي كالأطفال من شدة الألم وقد شكا حاله إلى العالم الكبير حسن البصري الذي قال له : كم قد نهيتك يا حجاج أن لاتتعرض لعباد الله الصالحين لكنك لم تنتهي وهذا جزاؤك  فقال الحجاج بصوت يملؤه الأسى والألم : إني لا أطلب منك أن تدعو الله حتى يشفيني ولكني أطلب منك أن تسأل الله أن يعجل قبض روحي ولا يطيل عذابي ويقال أن الحسن البصري بكى بكاء شديدا من شدة تأثره لحال الحجاج

وقد حكي ايضا  ان الحجاج حبس رجلا ظلما فكتب له رقعة قال له فيها :

قد مضي من بؤسنا ايام ومن نعيمك ايام والموعد القيامة والسجن جهنم والحاكم لايحتاج الي بينة ثم قال له : اما والله ان الظلم شؤم ومازال الظلوم هوالملوم

ستعلم ياظلوم اذا التقينا غدا عند المليك من من الظلوم

الي ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم

وهذا شاعر كتب علي جدران قصر حاكم طاغية ظلم شعبه فخرجوا عليه وقتلوه وسملوا عينيه بالحديد المحمي بالنار واشعلوا النار في قصره بسبب بغيه وظلمه وطغيانه

احسنت ظنا بالايام اذحسنت ولم تخف يوما ياتي به القدر

وسالمتك الليالي فاغتررت بها وعند صفوالليالي يحدث الكدر

يحكى أن وزيراً ظلم امرأة بأخذ مزرعتها وبيتها، فشكته إلى الله فأوصاها مستهزئاً بالدعاء في ثلث الليل الآخر، فأخذت تدعو عليه شهراً، فابتلاه الله بحاكم فوقه قطع يده وعزله وأهانه، فمرت عليه وهو يجلد فشكرته على وصيته وقالت

إذا جار الوزير وكاتباه                وقاضي الأرض أجحف في القضاء

فويل ثم ويل ثم ويل                    لقاضي الأرض من قاضي السماء

يروى ان صيادا يصطاد السمك وويعول من ثمنه اطفاله وزوجته ،خرج يوما للصيد ،فوقع في شبكته سمكة كبيرة ففرح بها ثم اخذ ها ومضى الى السوق ليبيعها ويصرف ثمنها في مصالح عياله

فلقيه بعض الظلمة من اعوان السلطان فراى السمكة معه فاراد اخذها منه فمنعه الصياد فرفع الظالم خشبة كانت بيده فضرب بها راس الصياد ضربة موجعة واخذ السمكة منه غصبا بلا ثمن

ثم ان ذلك الغاصب الظالم  انطلق بالسمكة الى منزله وبينما هوسائر اليه عضت اصبعه عضة قوية لم يطق القرارمنها فذهب الي الطبيب وشكاله حاله فقال له هذه بدء الاكلة اقطع اصبعك ثم انتشر الالم الي الكف فاشار عليه الطبيب بقطع كفه فقطعه ثم سري الالم الي الساعدفقطعه  فما زال هكذا كلما قطع عضوا انتقل الالم الى العضو الآخر الذي يليه ،حتى خرج هائما على وجهه ،مستغيثا بربه ليكشف عنه مانزل به فلقيه رجل في الطريق فساله عن حاله فاخبره فقال له : لوانك رجعت الي الصيادواستحللته من ثمن السمكة ماحدث بك ماحدث ،فدخل المدينة ،وسال عن الصياد ،واتى اليه ووقع بين يديه يتمرغ على رجليه ،وطلب منه الإقالة مما جناه ،ودفع  شيئامن ماله ،وتاب من فعله ،فرضي عنه الصياد وعفا عنه فساله هل كنت  قد دعوت علي حينما اخذت منك السمكة قهرا عنك قال نعم قال فماذا قلت ؟ قال قلت اللهم ان كان هذا قدتقوي علي علي ضعفي علي مارزقتني ظلما فارني قدرتك

فيه قال له : هاانا يااخي قد اراك الله قدرته في واناتائب الي الله ولن اظلم احدا بعد اليوم

نهاية الظالمين أليمة

ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.