أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثالثة والأربعـون في موضــــوع القـــــوي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذه الحلقة الثالثة والأربعون في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : وسائل تقوية الإرادة :
أولاً: الإيمان بالله -عز وجل-، الإيمان بالله وأسمائه وصفاته، وقضائه وقدره، والتوكل عليه، وحسن الظن به، والثقة بالله -سبحانه-.
لاحظ الفرق بيننا وبين مفهوم الطرح، طرح قضية الإرادة عند الكفار، وفي بعض كتب علم النفس، يقولون: أنت تستطيع أن تفعل أي شيء، تستطيع أن تفعل كل شيء، ردد وقل: أريد، أريد، أريد، وستفعل ذلك مهما كان.
ونحن نقول: لا بد أن يوجد عندنا تصميم وعزم كما دعتنا الشريعة إلى ذلك، لكن لا بد أن نتوكل على
الله، ونفوض أمرنا إلى الله مع العمل: اعقلها وتوكل [رواه الترمذي: 2517، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح: 22].
أما الكفار يعقلون ولا يتوكلون، يعقلونها ولا يتوكلون، هذا هو الفرق بيننا وبينهم، ولذلك إذا فشل الواحد منهم تحطم انهار انتهى انتحر أصيب بالجنون
أو الأمراض العصبية، لكن المسلم يعمل متوكلاً على الله، فلو ما وصل إلى مرامه ولا نجح، فإنها مصيبة يصبر على قضاء الله جل جلاله.
وثانياً: التربية هي التي تدرب الشخص على مقاومة الأهواء والشهوات، وتربية الإرادة في نفسه التي تكبح جماح هذه الأهواء والشهوات، فالإنسان قد يفشل في المرة الأولى من أول مواجهة ينهار، لكنه بالتربية يصمد في المرة التي بعدها.
نعم، قد لا يستطيع الصمود إلى النهاية أو لا يصمد إلى النهاية ويسقط، لكن مع النصيحة مع المتابعة
مع التوجيه مع شد الأزر مع الجو الطيب تتكون عنده الإرادة وتنمو الإرادة القوية التي تساعده في الوقوف أمام جيوش المعاصي والشهوات.
ثم من وسائل تقوية الإرادة: تحديث النفس بالشيء من طاعة الله، أو الانتهاء عن معصية الله، تحدث نفسك به باستمرار، وتتذكره بينك وبين نفسك، تأمل في حديث: من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق [رواه مسلم: 1910] الإنسان إذا كان يحدث نفسه بالغزو دائماً صدق، لو أنه قام قائم الجهاد ونادى المنادي للنفير، فإنه سيكون مع الخارجين في سبيل الله؛ لأنه دائماً يحدث نفسه بهذا الشيء، ويذكر نفسه بهذا الشيء، ويردد على نفسه تلك الآيات والأحاديث المرغبة في هذا العمل.
وكذلك لو أنه يريد أن تكون عنده إرادة في مقاومة شهوة من الشهوات، يردد على نفسه ويتذكر دائماً وباستمرار هاجسه الذي يقلقه والشيء الذي يتردد في نفسه حرمة هذه المعصية وعقوبة العاصي عند الله والعزم على عدم العودة، الندم على الفعل، هذا في النهاية سيوصله إلى إرادة قوية تمنعه من الوقوع في هذه المعصية.
ومن عوامل تقوية الإرادة: ممارسة العبادات، وعلى رأسها: ذكر الله -عز وجل-، فقد ثبت بالدليل الصحيح أن ذكر الله -تعالى- يقوي القلب، ويقوي البدن.
وتأمل أبدان فارس والروم كيف خانتهم أحوج ما كانوا إليها وانتصر عليهم أولئك النفر المؤمنون الذين لم يكونوا مثلهم في قوة الأجساد ولا في العدة والعتاد.
إذاً، الذاكرون الله كثيراً والذاكرات هؤلاء من المزايا التي أعطاهم الله إياها هذه القوة، قوة الإرادة، قوة الإيمان، والقوة في القلب والقوة في البدن.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.