أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الثامنـــــة في موضــــوع القـــــوي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : *ومن مظاهر قوة الله القوي :
رابعا: الاستخدام النافع للقوة الموهوبة في الحق في خدمة الواهب -سبحانه-، وأن تذيب هذه القوة في الدعوة إليه، فلك في السابقين قدوة، فعن أَبِى عَقْرَبٍ -رضي الله عنه- أنه قَال: سَأَلْتُ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الصَّوْمِ فَقَال: “صُمْ يَوْمًا مِنَ الشَّهْرِ“، قُلْت: يَا رَسُول اللهِ زِدْنِي زِدْنِي إِنِّي أَجِدُنِي قَوِيًّا، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ ليَرُدُّنِي، قَال: “صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ” (صححه الألباني).
فسخَّر قوتك ونشاطك في طاعة الله -سبحانه- وفي عمارة الأرض بالخير والعمل الصًّالح، ولا تبخل بها في دعم مسيرة الدعوة إلى الله -عز وجل- إن كنت ممن يحسن ذلك, فالمؤمن القويّ محبوبٌ عند الله -سبحانه-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيرٌ وَأَحَبُّ إِلى اللهِ مِنَ الْمُؤمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيرٌ ” (رواه مسلم).[ الأنترنت – موقع ملتقى الخطباء - اسم الله القوي ]
ومن آثار الإيمان باسمه سبحانه (القوي المتين)
أولاً: التواضع لله تعالى ولخلقه، والشعور بالضعف الشديد أمام قوة الله - عز وجل -
الذي لا يعجزه شيء، والتي خضع لها كل شيء فمهما أوتي المخلوق من ملك وقوة وسلطان ومال وأولاد فهو ذليل ضعيف أمام قوة الله تعالى،
وهذا الشعور يثمر التواضع ومعرفة قدر النفس، والبعد عن إيذاء الخلق وظلمهم والاعتداء عليهم، وينفي العجب بالنفس وقوتها وغرورها.
ثانيًا: التوكل على الله وحده الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وإذا أراد أمرًا فلا راد لأمره، فهو سبحانه الذي يجب التوكل عليه وحده؛ لأنه وحده القوي العزيز الذي لا يغالب، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
قال الله تعالى: { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ } (217) [الشعراء: 317].
ثالثًا: الاستهانة بقوة المخلوق، والثقة في نصر الله - عز وجل - وكفايته للمؤمنين فمهما بلغت قوة الكافرين وعددهم وعتادهم فالله فوقهم،
ونواصيهم بيده وقوتهم لا شيء في جنب قوة الله تعالى، لكن بشرط الأخذ بأسباب النصر والعزة،
قال الله - عز وجل -: { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَن اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) } [فصلت: 15 - 16].
رابعًا: الشعور بالعزة وعدم الخوف من المخلوق؛ لأنه ضعيف لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا فضلاً عن أن يملكه لغيره.
كما قال ذلك العالم المجاهد الذي دخل على أحد السلاطين الظلمة فأمره ونهاه،
فلما قيل له: ألم تخف سطوته؟
قال: تذكرت عظمة الله تعالى وقوته فكان أمامي كالهر.
خامسًا: التبرؤ من الحول والقوة، حيث لا قوة للعبد على طاعة الله - عز وجل - وترك معاصيه، والصبر على أحكامه القدرية إلا بقوة الله - عز وجل -
وتوفيقه ولو وكل العبد إلى نفسه وحوله وقوته لضاع وهلك وخسر،
قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن قيس:(يا عبد الله بن قيس، ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله)،
[الأنترنت – موقع حياة القلوب في معرفةعلام الغيوب - ولله اﻷسماء الحسنى - عبد العزيز الجليل]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.