أسمـــــــــاء الله الحسنـــــــــى وصفاتــــــه الحلقـــــــة الرابعــــــة في موضــــــــوع القــــــــوي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (القوي ) وهي بعنوان : الله جلّ جلاله سمًى ذاته العلية باسم " القوي " لأنه :
5 ـ موصوف بالقوة المطلقة :
" القوي " هو الكامل ، القدرة على كل شيء ، الذي لا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال ، قال تعالى : " مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " [الحج:74] ." قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ (45) قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ " [طه:45-46] .
أنت حينما تقول في الصلاة : سمع الله لمن حمده ، يعني أنا أسمعك يا عبدي ." إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا
فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ " [مسلم] ." ولو علموا ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً " [البخاري] . وأبشركم : " من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي ، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح " [أحمد] .
فإذا أدركت العشاء والفجر في المسجد في جماعة فقد أخذت ضمانة من الله في اليوم بأكمله لأنه القوي.
6 ـ متناهٍ في القوة :
" القوي " المتناهي في القوة ، الذي تتصاغر كل قوة أمام قوته ، مثال : زلزال تسونامي يساوي مليون قنبلة ذرية ، هناك جزر انزاحت عن مكانها ، هناك حديث طويل عن هذا الزلزال هذا مثل لقوة الله عز وجل .
يتضاءل كل عظيم عند ذكر عظمته ، الله تعالى أعطى الملائكة قوة كبيرة يستطيع الملك بها أن يقتلع الجبال ، وأن يقلب المدن ، يقول لك : سبعة رختر يعني دمر كل شيء مدينة بأكملها أصبحت : " قَاعاً صَفْصَفاً " [طه:106] .
زلزال وقع في إزميت بتركيا هناك صورة عُرضت في البي بي سي ، في الموقع بالانترنيت تلفت النظر كل شيء في المدينة أصبح ركاماً ، تفتت المدينة فتاتاً عجيباً إلا مسجداً ، ومعهداً شرعياً ، هذه الصورة تركت أثراً بالعالم ، إزميت بأكملها أصبحت ركاماً ، أحياناً يكون في الزلازل قطع كبيرة ، لكن هذه المدينة أصبحت قطعا صغيرة ، الارتفاع متر تقريباً ، إلا مسجداً ومعهداً شرعياً ، هذه رسالة من الله .
7 ـ له كمال القدرة والعظمة ولا يعجزه شيء :
" القوي " هو الذي له كمال القدرة والعظمة ، ولا يعجزه شيء ، قال العلماء : " القوي " غالب لا يُغلب ، يُجير ولا يُجار عليه ، فقوته فوق كل قوي ،
ما قولك أن تكون مع هذا " القوي " ؟ هل تخشى أحداً ؟ هل ترتعد فرائصك ؟ إذا كنت مع " القوي " فأنت " القوي " .
من عرف الله زهد فيما سواه : الإنسان يعجب بالقوة ، ويتأثر بالكمال ، وأحياناً يتطلع إلى الأقوياء ، والله سبحانه وتعالى من عظمته جلّ جلاله يجمع بين القوة وبين الكمال ." تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " [الرحمن:78] .
هذه أسماء الكمال : الرحيم ، الرحمن ، اللطيف ، المعطي ، الحنان ، المنان ، أما القوي ، الجبار ، المنتقم فهي من أسماء القوة ، أنت مع قوي ومع رحيم ، مع قوي ومع لطيف ، مع قوي ومع كريم .
والإنسان لا يعجب بقوي لئيم ، ولا بمحسن ضعيف ، يعجبه أن تجتمع القوة والكمال في جهة واحدة ، الله وحده في كمالاته ، وفي قوته ، الذي يملأ طموح الإنسان هو الله القوي ؛ لذلك من عرف الله زهد فيما سواه .
التدين حاجة فطرية ، حتى أتباع الديانات الأرضية ، الوضعية يلبون حاجة في نفوسهم ، الإنسان خلق ضعيفاً ليفتقر في ضعفه ، فيسعد بافتقاره ، ولو خلق قوياً لاستغنى بقوته فشقي باستغنائه ، حتى أتباع الديانات الباطلة ، الوضعية ، المختلقة ، هم يلبون حاجة لأن الإنسان خلق ضعيفاً ، لحكمة بالغةٍ بالغة أن المسلم عرف " القوي " الحقيقي ، طبعاً هناك آلهة كالشمس ، والقمر ، والحجر ، والمدر ، والبقر ، آلهة في بعض البلاد ، فالمسلم محضوض ومن عظمة هذا الدين أنه عرف المسلم على الإله القوي القوة الحقيقية ، الذي هو معه في كل حين وزمان ومكان
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته