أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الثانية والستـون في موضــــوع القهار القاهر
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والستون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :
*( القاهر ) و ( القهار ) لا يتنافيان مع رحمته ورأفته بعباده :
ثالثا :لا إشكال ولا حيرة إذا ، في أن الله تعالى واحد قهار ، قوي جبار ، عظيم ، كبير ، متكبر ، متعال ، إلى آخر أسماء عظمته ، ونعوت جلاله ، لا إشكال في ذلك كله مع أن الله تعالى أرحم الراحمين ، وأحكم الحاكمين ، بر رؤوف رحيم ، غفار تواب ، حليم ، صبور ، شكور ، سبحانه ؛ بل هذا أيضا من تمام وحدانيته وسلطانه سبحانه ، فهو قاهر قوي غالب لخلقه أجمعين ، ولا يخرج أحد من قبضته وسلطانه ، ومع قوته سبحانه : حليم لا يعجل ، يمهل عباده ، ولا يعاجلهم بانتقامه ، مع قدرته عليه ، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويسبط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، يفرح بتوبة من تاب إليه وأناب ، ويحلم عمن خرج شرعه ، ويصبر على ما يراه من أذى خلقه وعصيانهم وشركهم وسبهم لربهم ، بأن يقولوا إن له زوجة أو ولدا ، أو شريكا في سلطانه ، سبحانه ؛ فإذا ما أنزل ببعض عباده عذابا ، فإنما أنزله بمن يستحقه ، وأنزل به ما استوجبه العباده بعصيانه وذنبه ، ومع ذلك يعفو عن كثير سبحانه ؛ لكنه عفو القادر المقتدر ، لا عفو الضعيف المهقور ، جل جلاله .
قال سبحانه : ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ) الحجر/49-50 .
قال الشيخ السعدي رحمه الله :" أي: أخبرهم خبرا جازما مؤيدا بالأدلة، أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ فإنهم إذا عرفوا كمال رحمته، ومغفرته سَعَوا في الأسباب الموصلة لهم إلى رحمته وأقلعوا عن الذنوب وتابوا منها، لينالوا مغفرته.
ومع هذا فلا ينبغي أن يتمادى بهم الرجاء إلى حال الأمن والإدلال، فنبئهم وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الألِيمُ أي: لا عذاب في الحقيقة إلا عذاب الله الذي لا يقادر قدره ولا يبلغ كنهه نعوذ به من عذابه، فإنهم إذا عرفوا أنه لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد حذروا وأبعدوا عن كل سبب يوجب لهم العقاب، فالعبد ينبغي أن يكون قلبه دائما بين الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، فإذا نظر إلى رحمة ربه ومغفرته وجوده وإحسانه، أحدث له ذلك الرجاء والرغبة، وإذا نظر إلى ذنوبه وتقصيره في حقوق ربه، أحدث له الخوف والرهبة والإقلاع عنها " انتهى من " تفسير السعدي" (431) .
[الأنترنت – موقع الإسلام سؤال وجواب - من أسماء الله تعالى ( القاهر ) و ( القهار ) وهما لا يتنافيان مع رحمته ورأفته بعباده ]
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .