أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الثامنة والثلاثـون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والثلاثون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

*إنه الله الجبار القهار :

إن ما أصابنا اليوم من مصائب وكوارث بسبب البعد عن العقيدة ، والغفلة عن أن الله هو الجبار القهار ، قال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } [ الشورى30 ] .

وما أصابكم أيها الناس من مصيبة في دينكم ودنياكم ، فبما كسبتم من الذنوب والآثام ، ويعفو لكم ربكم عن كثير من السيئات ، فلا يؤاخذكم بها ، ولو أخذكم بها لما بقي على وجه الأرض أحد من الناس ، وما ظلمهم الله ولكن كانوا هم الظالمين ، فليعلموا أنه الله الجبار القهار .

وقال تعالى : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الروم41 ] .

ظهر الفساد في البر والبحر , كالجدب وقلة الأمطار ، وكثرة الأمراض والأوبئة ; والقتل والتشريد ، وذلك بسبب المعاصي التي يقترفها البشر ; ليصيبهم

بعقوبة بعض أعمالهم التي عملوها في الدنيا ; كي يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى ، ويرجعوا عن المعاصي , فتصلح أحوالهم , وتستقيم أمورهم ، فلوا علموا أن الله هو الجبار القهار ، وأيقنوا بذلك ، لما تعدوا حدوده .

فإن كانت الأمة اليوم تروم النصر ، وترجو الفلاح ، فلابد وحسب أن يكون دينها الإسلام ، قلباً وقالباً ، وإلا فليسوا بمؤمنين ، قال تعالى : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } [ النساء65 ] .

أقسم الله تعالى بنفسه الكريمة ، أنه لا يكون الناس مسلمون ، ولا يكونوا مؤمنين حقيقة ، حتى يجعلوا النبي صلى الله عليه وسلم حكمًا فيما وقع بينهم من نزاع في حياته , ويتحاكموا إلى سنته بعد مماته , ثم لا يجدوا في أنفسهم ضيقًا ولا حرجاً فيما انتهى إليه حكمه , ويجب أن ينقادوا له مع ذلك انقيادًا تاماً , بدون تذمر أو تقاعس عن تنفيذ أمره ، فالحكم بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة في كل شأن من شؤون الحياة من صميم الإيمان مع الرضا والتسليم .

إن ما نشاهده اليوم في دول الإسلام من حرب ضروس ضد المتمسكين بشرع الله تعالى ، لهو أمر تندى له الجباه ، وتعتصر له الأفئدة ، مداهمات للمسلمين في بيوتهم مع بزوغ الفجر ، وترويع للآمنين منهم في سربهم ، وعندما تبحث عن سبب ذلك ، تجد أنه كافر تولى زمام أمر من أمور المسلمين أو ظالم أو علماني لا دين له ، لا يرضى بتحكيم شرع الله ، أو تنفيذاً لأمر بعض الدول الكافرة الفاجرة المتجرأة على الله بحرب أولياء الله ، ثم يُصدر الأوامر بالقبض على الملتحين ، ومرتادي المساجد ، والمحافظين على أعراضهم من التبرج والسفور ، وحبسهم وتعذيبهم ، وتلفيق التهم بهم ، حتى حصل العداء ، ووقعت الشحناء والبغضاء بين المسلمين أنفسهم ، ثم بعد ذلك يقولون متى نصر الله ؟ أين النصر وأنتم تحاربون من ينصركم ؟ أين الظهور وأنتم تمنعون عباد الله من طاعة ربهم وخالقهم ؟

إذا أردتم النصر فاعلموا أن الله هو الجبار القهار .

أسئلة كثيرة تدور في المخيلة إجابتها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار

،ولكن لا حياة لمن تنادى والسبب كما قال تعالى :{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا

وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ، أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ

 فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[ هود ]

 ، وقال سبحانه : { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } [ هود113 ] .فلا تميلوا أيها القادة والرؤساء إلى هؤلاء الكفار الظلمة , فتصيبكم النار , وما لكم من دون الله من ناصر ينصركم , ويتولى أموركم .[الانترنت – موقع صيد الفوائد - إنه الله الجبار القهار - يحيى بن موسى الزهراني]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .