أسمــــــاء الله الحسنـــــــى وصفاتـــــــه الحلقة الثلاثــــــــــون في موضـــــــــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثلاثون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

*كيد النساء وقهر الرجال :

سلاحان يحارب كل منهما الآخر، الأول سلاح المرأة وقد يصل إلى حد

العظمة عند بعضهن كامرأة العزيز، وغيرها من النساء اللاتي استطعن الانتصار في العديد من المعارك بسلاح الكيد العظيم، والآخر للرجل، فالقهر هو سلاح الرجل الفتاك في محاربة الآخرين من النساء والرجال على حد سواء، وقد استعاذ رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم من هذا السلاح الخطير، قهر الرجال.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: "يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ"، قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: "أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا، إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ: أَذْهَبَ الله عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟"، قال قلت: بلى يا رسول الله، قال: "قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَال"، قال ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني".

وعلي الرغم من وصف كيد المرأة بالعظيم إلا أنه صلى الله عليه وسلم لقبهن بالقوارير وفِي أكثر من حديث وصي بحسن معاملة المرأة، ورفع منزلة الأم عن الأب في الإهتمام والتقدير، ففي باب بر الوالدين وصلة الأرحام أورد المصنف -رحمه الله- حديث أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ -يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.

أيهما أقوى الكيد أم القهر؟ في اللغة العربية الكيد هو المكر والحيلة، أما القهر فهو الاحتقار والتسلط بظلم علي شخص والغلبة، وتلك المعاني أشد بأسًا وإذلالًا من معاني الكيد مهما كان الكيد خبيثًا، وعلى الرغم من أن الحيلة والمكر قد تنتصر على القهر والغلبة إلا أن ألم القهر شديد، ولا يتحمله أحد رجلًا كان أم امرأة.                                                                                                                                                     المرأة بطبيعتها تميل إلى النعومة، وقليل من النساء يتمتعن بالقوة والصلابة والشدة، فتلجأ إلى ما تستطيع عمله، وهو تدبير المكائد بخير كان أم بشر، المهم في النهاية أن تصل إلى مبتغاها، ويحتاج الكيد إلى الذكاء والفطنة ولا يحتاج إلى عضلات وخشونة، تستطيع بذلك السلاح أن تصل إلى الحكم كما وصلت إليه من قبل شجرة الدر بغض النظر عن نهايتها على يد زوجة أيبك بالقباقيب إلا أنها كانت امرأة تتمتع بكامل أسلحتها من فطنة وذكاء وكيد.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .