أسمـــاء الله الحسنـــى وصفاتــــه الحلقة الرابعة والعشرون في موضــــوع القهار القاهر

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع (القهار القاهر) وهي بعنوان :

* قوله تعالى : {وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِۦ ۚ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ} :

ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات اسم الله بل إثبات اسمي الله الحكيم

والخبير وما تضمناه من صفة فالذي تضمنه الحكيم صفتان الإحكام والحكم وإن شئت فقل الحكمة والحكم وقد سبق في التفسير أن الحكمة هي وضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها قال بعضهم إن الشرع ما أمر بأمر فقال العقل ليته لم يأمر به ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته لم ينه عنه لأن أوامر الشرع ونواهيه مطابقة تماما للحكمة كذلك الأمور الكونية كلها مطابقة للحكمة كما سبق في التفسير

بالنسبة للحكم أيضا حكم الله نوعان شرعي وقدري أو إن شئت فقل كوني وهو أيضا موافقة للحكمة وذكرنا أن الحكمة في التفسير نوعان حكمة غاية وحكمة صورة الغاية أن كل ما قضاه الله كونا أو شرعا فإنه على وفق الحكمة والغاية منه حكمة أيضا

ومن فوائد هذه الآية الكريمة إثبات وصف الخبرة لله تعالى وهي العلم ببواطن الأمور يترتب على إيماننا بهذا أولا أن نستسلم لحكم الله الشرعي كما أننا مستسلمون لحكمه القدري وألا نكلف أنفسنا بالاطلاع على الحكمة فيما لا تدركه عقولنا بل نؤمن ونسلم وكذلك يقال في الأحكام القدرية تؤمن بالله وتسلم لقضائه إذن يستلزم من جهة المنهج والمسلك أن الإنسان يرضى بالحكم الشرعي لا يقول ليته لم يحرم أو ليته لم يوجد وكذلك القدر يستسلم له

كذلك من الفوائد المسلكية والمنهجية أنك تستلزم أو تلتزم بأحكام الله الشرعية لأن الحكم له والحكمة فيه فلا مناص لك عن أحكام الله الشرعية ..

وهل هذا يمنع من أن نسأل عن الحكمة ؟ لا يمنع لكن بشرط أن نستسلم تماما قبل معرفة الحكمة أما ألا نستسلم إلا إذا عرفنا الحكمة فهذا غلط عظيم وبالنسبة للخبير متى علمت أن الله تعالى خبيرا بكل شيء يقع منك فإنك سوف تخاف من مخالفة الله تعالى وسوف ترغب في القيام بأمر الله لتعلم أنك لن تعمل عملا إلا علم الله به وهذه نتيجة مهمة جدا من يترك الزنا مثلا في مكان لا يطلع عليه إلا الله وبدون معارضة من المرأة والنفس تدعوا لذلك من يترك هذا في مثل هذه الحال إلا مؤمن يعلم أن الله يراقبه ويتأمل في قصة يوسف عليه السلام دعته سيدته إلى نفسها في مكان خال ولا يمكن الوصول إليه لأنها غلقت الأبواب وهي امرأة العزيز وتقوم على جانب كبير من الجمال أو التجمل ولما همت به وهم بها رأى برهان لله عز وجل أي ما في قلبه من الإيمان فانصرف عنها وتركها خوفا من الله تعالى وقال الله في ذلك كذلك أي كان الأمر كذلك (( لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ))    وتأمل قول النبي عليه الصلاة والسلام في السبعة الذين يظلهم الله في ظله منهم ( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ) فالمهم أنك متى آمنت بعلم الله تعالى بجميع أحوالك وبما في قلبك فإنك لن تخالفه فتعصيه كيف تخالف الله تعالى وتعصيه وهو يعلم هذا ، وهذا لا يقع إلا ممن أزاغ الله قلبه نسأل الله السلامة [الانترنت - موقع إهل الحديث والأثر- الشيخ محمد بن صالح العثيمين - تفسير سورة الأنعام-فوائد الآية:{وهو القاهر فوق عباده }

  إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .