أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة السادسة بعد الثلاثمائة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السادسة بعد الثلاثمائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* اسم الله المعطي والمانع :

واسم الله “المعطي” ورد في القرآن الكريم بصيغة الفعل ومصدره؛ كما قال

الله -تعالى-: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء: 20]، وفي قوله  -سبحانه-: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) [الضحى: 5]، وقوله -عز وجل-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) [الكوثر:1]، وقال -تعالى-: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه:50].

وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم؛ حتى يأتي أمر الله“(البخاري ومسلم)؛ فقوله: -صلى الله عليه وسلم-: “وإنما أنا قاسم والله معطي” أي: “إنما أنا أقسم ما أمرني الله بقسمته، والمعطي حقيقة هو الله -تعالى-“.

وعطاؤه -سبحانه- واسع ليس له حد ولا عد، يعطي من الدنيا عباده جميعاً المؤمن منهم والكافر، أما في الآخرة فيخص بعطائه وفضله أهل طاعته، قال الله -تعالى-: (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا) [الإسراء:20-21]، وعطاؤه  -سبحانه- واسع يشمل كل العطايا والهبات، وأعظمها عطية الإيمان والهداية.

والمعطى -سبحانه- هو الذي يعطي أهل الجنة عطاء غير مقطوع، قال -تعالى-: (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)[هود: 108].

معاشر المسلمين:  إن من مقتضى الإيمان بهذين الاسمين الكريمين: ألا يفرق أحد هذين الاسمين عن الآخر وذلك تأدباً مع الله -تعالى-؛ فإن إفراد أحدهما عن الآخر يوهم نقصاً, فالرب  -سبحانه- هو المعطي المانع ؛كما قال -تعالى-: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ)[فاطر: 2], قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “إن الرب  -سبحانه- هو الملك المدبر، المعطي المانع، الضار النافع، الخافض الرافع، المعز المذل، فمن شهد أن المعطي أو المانع، أو الضار أو النافع, أو المعز أو المذل غيره، فقد أشرك بربوبيته“.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته