أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الواحدة والستون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الواحدة والستون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*فعل الخيرات علاج ووقاية:

الإنفاق المجرَّد الذي لا يُرجى من ورائه إحداث أمر مادِّي ملموس - لا يَترك أثرًا، ولا يُحدث نتيجة، ولكن الإنفاق في سبيل الله دائمًا يكون لتحقيق نَفع لوجه الله، أو لرَفع مضرَّة في سبيله، ومن ثمَّ فإنه إنفاق يُحدث آثارًا إيجابيَّة تعود على المنفَق عليه، وتعود على المنفِق بطريقٍ غير مباشر، ولكنَّه مَلموس للمنفق وللعامَّة، وبرغم أنَّ المنفق عندما يقدِّم عطيَّته لا يرجو لها نظيرًا أو مقابل إلَّا رضوان الله، ولكنْ ثمَّة آثار تَنعكس على الروح، فتَسمو بها وتزكيها،وتجعلها تُحلِّق في ملَكوت الله نحو كلِّ خير وفضيلة؛ قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103].

فالصدقات والزكوات تَجلو القلوب، وتطهِّر الأنفس والأرواح من أدرانها،

والنَّفس المرتاحة الطيبة تكون نَفسًا سليمة، بعيدة عن كلِّ شرٍّ قد ينعكس

عليها فيؤلمها في جوانب أخرى، فيصيب القلوب التي فيها مَواطن النيَّات،

 فتُصاب الأبدان عندما تخبث بالأدران عندما تخبث القلوب.

ولكن الزكوات والصدقات بالفعل تعتبر إعجازًا ربانيًّا؛ تحفظ المالَ وتحصِّنه، وتُحدث التداوي والشِّفاء إذا أُخرجَتْ بنيَّة التداوي والشفاء؛ فعن أبِي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((حصِّنوا أموالَكم بالزكاة، وداووا مَرضاكم بالصَّدقة))؛ فالزكاة تَحفظ المالَ وتقيه الشرورَ، والصدقات علاج للمرضى والمكروبين، وفي إعجاز التداوي بالصَّدقة يَطول الحديث ويستمرُّ، والقصص الإعجازية عن التداوي بالصَّدقة وبفعل الخيرات لا تتوقَّف.

فعل الخيرات وقاية من سوء المنقلب:

قال النبيُّ الكريم صلى الله عليه وسلم: ((صَنائع المعروف تَقي مَصارع السوء، والصَّدقة الخفيًّة تُطفئ غضَبَ الربِّ، وصِلة الرَّحم زيادة في العمر، وكل مَعروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأوَّل مَن يدخل الجنة أهل المعروف))؛

 رواه الطبراني وغيره، وصحَّحه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الصدقة لتُطفئ غضَبَ الربِّ، وتَدفع مِيتةَ السُّوء))؛ رواه

الترمذي وغيره.

قال العلماء: والمراد بمِيتة السُّوء أو مَصارع السوء: ما استعاذ منه النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ كالهدم والتردِّي، والغرق والحرق، وأن يتخبَّطه الشيطان عند الموت، وأن يُقتل في سبيل الله مدبرًا، وقال بعضهم: هي موت الفجاءة، يُضاف إلى ذلك: الحوادث والكوارث التي نراها في كلِّ مكان، ولكن الوقاية ضد ذلك أمرٌ إعجازي لا يَقدر عليه سوى الله المنَّان، صاحب العطاء الجزل، وصاحب كلِّ خير وإحسان، والثمن غير باهظ ولا مكلِّف، والنتيجة تُصيب المنفِق والمنفَق عليه، ولكن بطريقين؛ أحدهما مباشر، والآخر غير مباشر، ولكنَّه ملموس ومَعروف، فليبادِرْ أهلُ الخير والفضل إلى أن يَنالوا فيه القبول بالإكثار منه والزيادة فيه.[ الأنترنت – موقع الألوكة  - فعل الخيرات ومفاهيم إعجازية للعطاء والوقاية - أحمد فتحي النجار]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته