أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الرابعة والخمسون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الرابعة والخمسون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :
* لحظة سعادة :
حين تراهم لأول وهلة أو تسمع عنهم تظن أنهم لا يُعانون أي مُنغِّصات، وتنسى أنهم من الطينة ذاتها التي خُلِقْتَ منها « وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ». عوِّد نفسك الاستمتاع باللحظة الجميلة دون شروط تعجيزية، وتَجنَّب طرح الأسئلة ولو مؤقتاً!
وعليك أن تعتقد أن تغيير المزاج إلى حالة إيجابية متفائلة ممكن، ومن دون هذا لن تحصل على الرضا والسرور الذي تنشده.
لحظة الألم بجوار لحظة السعادة.. حُبْلَى تُعاني آلام المخاض، ويضربها كالريح المدمدمة يكاد يُهشِّم عظامها.. يكفي أن ترى وليدها وتلمسه وتشمُّه أو تسمع صرخته؛ لتنسى كل شيء، وتبتسم في قلب العاصفة!
لحظة العطاء المعنوي أو المادي ولو يسيراً تُفجِّر ينابيع الفرح في القلب حتى ليُصبح المُعطي أشد فرحاً بما يُعطي من الآخذ بما أخذ، « تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ -حَتَّى قَالَ- وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ »!
لحظة الحنان والإشفاق تتجلَّى في كلمة حُب تبوح بها لصديق أو حبيب دون خجل أو تردد أو ارتباك، وأنت تدرك كم يحتاجها هذا الحين وكل حين.
عوضاً عن الأحزان والدموع التي سوف تسكبها بعد رحيله، عَجِّل له الآن قدراً من إحساسك النبيل غير مقرونٍ بنصيحة ولا بطلب مصلحة عاجلة!
لا أَلفينَّك بَعدَ المَوتِ تَندُبُني ... وَفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادي
هذا المعنى بالفصيح وهو بالدارجة كما قيل: يا صاحبي في خاطري اسالك شي ؛ شيٍّ معكر كل صافي حياتي! إن كنت مدري عن غلاتي وانا حي
وش مكسبي كانك حزنت لوفاتي!
في كلمة طيبة من قلب طيب ولسان مبين؛ تقديراً لكبير، أو رحمةً لصغير، أو تواضعاً لقرين.. وما الناس إلا واحد من هؤلاء الثلاثة.
في جرعة غضب تُغْمِض معها عينك، وتُدرِّب خلاياك وأنسجتك على
الصفح والتفويت والتسامي، والسبب ببساطة أنك ستحتاج يوماً إلى من يفعل معك الشيء ذاته!
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته