أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الثانية والخمسون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والخمسون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* السعادة في العطاء : أولى الناس بالعطاء :

على الإنسان أن يبدأ بنفسه وأهله بما يمكِّنه من نفع الآخرين به. فالأولوية للإنسان أن يرحم نفسه ويعطف عليها ويتصدق لها بالوقت والجهد والمال والرعاية والراحة. ففاقد الشيء لا يعطيه. عليك أن تعطي نفسك الاهتمام والتركيز على العادات الجيدة وترك العادات السيئة، وإدارة وقتك بإتقان، وتعطي جسدك النوم والراحة الكافية، والغذاء الصحي ورياضة بدنية، وتغذي عقلك بالعلم النافع والتعليم المستمر، وتطور نفسك بالمهارات الضرورية والخبرات العملية التي ترتقي بها في حياتك وعملك، وتخطط لنفسك بما يوصلك إلى الأهداف الكبيرة والغايات النبيلة.

ومن العطاء الواجب بعد النفس، عندما يكون مع الأسرة، وبصورة خاصة

 مع الوالدين أو بين الزوجين. فالإنسان يستطيع أن يكرم نفسه ويسعدها بالعطاء مع الوالدين، بخدمتهم ومساعدتهم واحترامهم وحبهم والاستماع لهم والتحدث معهم بأدب،مما يشعرهم بالراحة والأمان ويصرف عليهم إذا احتاجوا ذلك، وإن يعالجهم إذا مرضوا، ويصبر إذا ساء مزاجهم أو تعاملهم.

وكذلك عطاء الزوج والزوجة، أن يتحمل أحدهما الآخر في حال المرض والنقص في الأموال والأولاد، والاستمرار في تبادل الحب والاحترام والرعاية والنفقة والصبر في الشدة والرخاء، وتقديم التضحيات. وكذلك من أفضل العطاء، أن تساعد الأولاد والبنات في تجاوز ضعفهم والاعتماد على نفسهم، وإكمال دراساتهم ومساعدتهم في بناء حياتهم الأسرية، وتوجيههم نحو النجاح في أمورهم الدنيوية والأخروية.

إن هذه الممارسات الواجبة تجاه النفس والأهل، بمثابة إعداد النفس لبذل العطاء والتضحية من أجل الآخرين، فمن يستطيع أن يغير نفسه يستطيع أن يغير العالم، ويستطيع أن يقدم عطاءات أكثر من غيره، وينفع الآخرين بفاعلية وجودة لا نظير لها.

بين الأخذ والعطاء :إن الذين يعطون ويتصدقون ينمو ثرواتهم أضعافا مضاعفة، كما وعدنا ربنا سبحانه وتعالى في قوله: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة). وعلينا أن نداوم على العطاء ولو كان قليلاً؛ فقليل دائم خير من كثير منقطع. ويقول ابن القيم رحمه الله: “ربما تنام وعشرات الدعوات ترفع لك، من فقير أعنته أو جائع أطعمته، أو حزين أسعدته أو مكروب نفّست عنه، فلا تستهن بفعل الخير”.

فالعطاء لا يكون مشروطا، ويجب أن يكون لمن تحب أو لا تحب، فالله

سبحانه لم يجعل عطاءه في الدنيا مشروطا ولا ممنوعا عن أحد. ونحن لا نعطي لأن المقابل محتاج لهذا العطاء فقط، بل نعطي لأننا بحاجة الى السعادة والطمأنينة التي نحصل عليها من وراء هذا العطاء. وكذلك يكون العطاء سلبيا أو عقيما، ولن يأتي لك بالسعادة والثواب إذا انتظرت أن تأخذ أجره من البشر، أو قمت به من أجل بناء الشهرة، أو أبطلت مفعوله بالمن والأذى.

وفي النهاية، فإن من يريد أن يكون ثريا فليقدم العطاء ويتصدق مما يملك من نِعَم. ومن يريد النجاح والسعادة وراحة البال، فليحاول إسعاد قلوب الآخرين ويخفف همومهم وأحزانهم. فحينها ترى فعلاً أن العطاء يأتي لك بالسعادة الحقيقية والرضا الدائم في الحياة.

[الأنترنت – موقع إرادتنا - السعادة في العطاء - كتبت بواسطة دكتورة سيوين علي  ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته