أسمـــــــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الخمســــــون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخمسون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* السعادة في العطاء :

العطاء كلمة تحوي كل معاني السخاء والحب والرضا لأصحاب القلوب الطيبة والساعين إلى السعادة الأبدية. فالعطاء يعني بأن تعطي وتهدي من كل ما تملكه من حب وتقدير ورعاية وعلم ومال من دون مقابل، إلى من يحتاجونه ويسعدون به، فيأتي لك بأضعاف ذلك من السعادة والشعور بالرضى والفخر وراحة البال والصحة والأمان مما تخاف. فتلك الغايات لا يمكن الوصول إليها بمجرد امتلاك المال والجاه والشهرة والنفوذ. بل تتحقق بإشراك الآخرين في النعم، وتنفع به الناس وتخدم به العباد والبلاد.

لماذا نعطي؟ :

إن للعطاء نكهة روحية وإيمانية، فتعطي اللذة الحقيقية لكل ما تملكه في الحياة، ويسمو بها القلب والروح، فتأتي بالسعادة الحقيقية والأبدية لصاحب العطاء. ومن أعطى، يعطي معنى وجمالا للغنى والجاه والمعرفة، مما يشعرك بلذة نعم الله تعالى في الحياة ليس بعدها لذة. ويقول ابن القيم رحمه الله: “إن في قضاء حوائج الناس لذة لا يعرفها إلا من جربها، فافعل الخير مهما استصغرته، فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة”.وعلميا ثبت أن العطاء يؤدي إلى الشعور بالسعادة نتيجة إفراز مادة الدوبامين في الدماغ التي تفرز مع الشعور بالفرح والنشوة.

فضلا عن ذلك، فإن العطاء الإنساني متناغم مع القانون الكوني للأخذ والعطاء كما يقول ديباك شوبرا: “الكون يعمل وفقا لتبادل ديناميكي مستمر في الأخذ والعطاء، ونحن عندما نبدي الاستعداد الدائم لنعطي ما نطمح للحصول عليه، فنحن بذلك نعمل على إبقاء الوفرة الكونية جارية في مسارها الطبيعي”. فإذا ما تمعنا في الكون وما تحويه من كائنات، نرى بوضوح أن هناك تبادلا في الأخذ والعطاء بين هذه الكائنات، ونحن بتقديم العطاء نتحرك بصورة متناسقة مع هذا القانون الرباني.

علاوة على ذلك، فإن العطاء ينشر الخير والسلام والتعاون بين الناس، ويوطد أواصر المحبة بين القلوب، ويساهم في تفاؤل الناس بوجود الخيرين على الأرض، مما يؤدي إلى تقوية العلاقات الإنسانية، والتقليل من المشاعر السلبية التي تهدد الروابط الاجتماعية كالإنانية والحسد والغيرة بين أبناء المجتمع الواحد. فالعطاء ثمرة التفكير في الآخرين والتعاطف معهم، والشعور بآلامهم، مما يجعلنا نصل إلى مرتبة الإنسانية التي قد لا يصل إليها جميع البشر.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته