أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــة الثالثة والأربعون بعد المائــتين في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الثالثة والأربعون بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :
*الحياة أخذ وعطاء : في الزواج :
وقد تغدق الزوجة بحبها ومواقفها الرائعة على زوجها ولا شعوريا هي تنتظر المقابل فعلى الأقل يكون المقابل الذي تنتظره أن تكون معاملة الزوج لها أعلى من الطبيعي تقديرا لما فعلته، لكن عندما نعود للحياة الواقعية، نجد أن مشاغل الرجل وطبيعته لا تمكنه من مجاراة هذا الإغداق المقابل، فيحدث الآتي بينهما:
يعتاد الزوج هذا الاغداق حتى يعتبره من طبيعة زوجته فيكون تأثيره عليه ورد فعله تجاهه أقل كلما مر الزمن وعندما تشعر الزوجة بهذا الفتور يقل حماسها فتتهم زوجها بالتقصير لأنه تَعَود على أعلى عطاء واِعتقد أنه من طبيعتها.
عندما تعطي الزوجة ولا تجد المقابل الموازي لعطائها تتهم زوجها بالتقصير معها مع أنه قد يعاملها بالقدر الذي يستطيع ويقدم لها كل ما عنده وهذا آخره، لكنها ترى أنه غير كافي في المقابل لأنها أعطت أكثر من حدود امكانيات من تعطيه.
وهكذا تتوتر العلاقة، دون تقصير حقيقي من أي منهما إنما هي طبيعة النفس البشرية
وما يفترض أن نقوم به في هذه الحالة هو: أن تعطي الزوجة بقدر طاقة زوجها (طاقته في الاستجابة لها) أو أكثر قليلا حتى لا تتألم كثيرا حين لا يجاريها بنفس القدر من العطاء. كما أنها لا تعطي بشكل مستمر دون توقف حتى لا يعتاد زوجها منها ذلك فيفتر رد فعله، ولكن تعود إلى طبيعتها مرة وتعطي مرة فيشعر أنها تقدم شيئا خاصا.
محاولة عدم الاستسلام لشكل الحياة الروتيني واحداث تغيير من آن لآخر لأن رتابة الأحداث تجعل الملل يتوغل في قلوب الزوجين مهما علا صوت الحب بينهما فالملل صوته أعلى بكثير ودوام التغيير هو الحل الوحيد لمقاتلة فايروس الملل. وأقصد بالتغيير هنا أشياء كثيرة في شكل الزوجة أو في أسلوب ادارتها لحياتها مع زوجها، وهذا الموضوع يتشكل على حسب
ظروف كل بيت.
وفي النهاية :
حقيقة الأمر أن العطاء في حد ذاته ليس الخطأ ولكن هي طبيعتنا البشرية التي لا تقدر النعمة إلا حين تُحرم منها والعطاء المستمر بلا انقطاع يصبح عادة وأي انخفاض في مستوى العطاء ولو لايزال أعلى من الطبيعي سيصبح في عيون المحيطين تقصيرا يستحق التأنيب ومع الوقت يضيع حق الأم في أي شكر وأي طلبات ولو معنوية في المقابل بل أحيانا يتحول عطاؤها إلى تطاول عليها من قبل بعض أفراد أسرتها لأن عطاءها تم فهمه على أنه تسفيه لشخصها.
والحل؟ : أن تُعلم الآخر كيف يحترم عطاءك أحيانا وفي أحيان أخرى أن تعطي وتترك الفرصة لمن أمامك للرد على هذا العطاء، ولكن بشكل عام يجب أن لا تعامل الناس جميعا بنفس الأسلوب الخاص بك بل يجب أن تعرف من أمامك وتعطيه من شخصك ما يستطيع أن يتحمل وذلك بتقييم شخصيته وخلقه وقدراته ومنه تشعر بالأسلوب المناسب له والذي يجعله لا
يسئ فهمك فيرد عليك بما لا تتوقعه أو تتقبله.
ولمن يعطي ولا ينتظر المقابل إلا من الله ولكنه يتأثر بسوء رد الفعل أريد أن أقول له كلمتين هامتين إن كنت أعطيت فلأجر من عند الله وقد أخذته واساءة الآخر لك لم تنقصك شيئا بل زادتك أجرا إذا صبرت، وما من أحد يظلم إلا والله له بالمرصاد وقد تكفل الله عنك بالرد المناسب على من آذاك وبناءا على ذلك فإن تأثرك بمن يسئ اليك ليس له أي معنى.
وأخيراً :من يعطي كثيرا ينتظر كثيرا فإذا أعطيت لبشر اعلم أن الجزاء
محدود ومحدود جدا أما إذا أعطيت لخالق البشر فإن الجزاء بلا حدود.
[الأنترنت – موقع - داليويات علمية - الحياة أخذ وعطاء - داليا رشوان ]
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته