أسمــــــــــاء الله الحســـنى وصفـــــــاته الحلقــــــة السابعة بعد المائــــــتين في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

السابعة بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* البذل في المنهاج النبوي حقيقته وأنواعه :

مقدمـة

يستعمل الآخر للدلالة على عظم ما أعطى وقدم متباهيا بذلك ومفتخرا، كلمة التضحية، بينما نجد في التصور المنهاجي كلمة هي أولى ما يجب على المؤمن أن يستعمله عندما يقدم شيئا كبيرا أو صغيرا، كثيرا أو قليلا في سبيل الله وابتغاء مرضاته، وهي كلمة البذل بدل التضحية.

يستعمل المؤمن هذه الكلمة للدلالة على احتقار الشيء واستصغاره.   فيقول الآخر: ضحيت بكذا وكذا.. ويقول المؤمن: بذلت كذا وكذا طلبا من الله القبول.

فالبذل خصلة من خصال المنهاج النبوي العشرة، وهي الرابعة بعد شروط التربية.

وتحت خصلة البذل تنضوي شعب إيمانية خمسة وهي: الزكاة والصدقة،

الكرم والنفقة في سبيل الله، إيتاء ذي القربى واليتامى والمساكين، إطعام

الطعام، وقسمة المال.

وتُشكل هذه الشعب الخمسة نظاما إسلاميا لحل المشكل الاجتماعي السياسي: مشكل الظلم الاجتماعي والفقر وسوء القسمة  . فما حقيقة البذل؟ وما أنواعه؟

1- حقيقة البذل

البذل كلمة جامعة لكل معاني العطاء والإنفاق والإيثار بدءا ببذل النفس والمال والعلم والجهد والوقت، ومانعة لكل معاني الشح والبخل والمنّ والقعود

والدّعة والتواكل  ، وهي بهذه الحقيقة برهان على:

– صدق الإيمان: يقول الله تعالى {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم }(آل عمران: 92)، فكثيرا ما اقترن في القرآن الكريم قضية الإنفاق والبذل بقضية الإيمان، وكثيرا ما دلت فيه أيضا على صفة من صفات المؤمنين. يقول الله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا لهم

درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم }(الأنفال: 2-4).

وكلمة الرزق إذا أخذناها على العموم فيقصد منها: المال والوقت والجهد والعلم وغيره، بمعنى كل ما يمكن أن يقدمه الإنسان المؤمن تقربا إلى الله تعالى من جانب الفرض أو النفل، من جانب الصرف أو العدل.        يقول الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله: إنما قام الإسلام ويقوم بالمال، فلا غرو أن نجد في أصل تاريخنا إنفاقا عظيما، ولا غرو أن يكون الإنفاق شرطا

أساسيا في كمال الإيمان بل في وجود الإيمان) .

– صدق الاقتحام: يقول الله تعالى: فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة (البلد: 12-16). فدلّت الآية على أن من شروط اقتحام العقبة إلى الله تعالى بعد تحرير الإنسان رقبته من الهوى والنفس والشيطان والسلطان، البذل بإطعام الطعام.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته