أسمــــــاء الله الحســــــنى وصفــــــاته الحلقــــــة الخامسة بعد المائــــــتين في موضوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*السخاء وأثره في حياة الناس :

السخاء خلق المسلم، والكرم شيمته، ولما كانت الأخلاق الفاضلة مكتسبة بنوع من التربية والمجاهدة ،فإن المسلم يعمل على تنمية الخلق الفاضل في نفسه وفي الآخرين ، وسنذكر بعض العناصر المجلية لهذا الموضوع :

(1) من مظاهر السخاء ما يلي :

1-  أن يعطي الرجل العطاء من غير منٍ ولا أذى. 

2-  أن يفرح المعطي بالسائل الذي سأله، ويسر لعطائه.

3-   أن ينفق المنفق في غير إسراف ولا تقتير .

4-  أن يعطي المكثر من كثيره ، والمقل من قليله، في رضا نفس وانبساط وجه.  

(2) أنواع السخاء ودرجاته :

قال ابن القيم_ رحمه الله_ :والسخاء نوعان : فأشرفهما سخاؤك عما بيد غيرك ، والثاني سخاؤك ببذل ما في يدك ، فقد يكون الرجل من أسخى الناس ، وهو لا يعطيهم شيئاً لأنه سخا عما في أيديهم ، وهذا معنى قول بعضهم :

السخاء أن تكون بمالك متبرعا ، وعن مال غيرك متورعاً )انظر الوابل الصيب

وقال ابن قدامة- رحمه الله- عندما ذكر درجات السخاء :

( وليست بعد الإيثار درجة في السخاء ،وقد أنثى الله- تعالى- على أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-  بالإيثار فقال: ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) (الحشر /9).( انظر مختصر منهاج القاصدين (205) .

( 3)الأحاديث الواردة في ( السخاء) منها :

1-حديث حكيم بن حزام- رضي الله عنه- قال : سألت رسول الله- صلى

 الله عليه وسلم- فأعطاني، ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال:

( يا حكيم : إن هذا المال خضرة حلوه ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، كالذي يأكل ولا يشبع ، اليد العليا خير من اليد السفلى ) وفيه .. حتى قال عمر : إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم إني أعرض عليه حقه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد- رسول الله صلى الله عليه وسلم- حتى توفي).

( ومعنى لا أرزأ : أي لا أنقص ماله بالطلب . رواه البخاري – الفتح 3(1472) واللفظ له ومسلم (1035).

3-عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال : رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: بينما رجل يمشي بفلاة من الأرض فسمع صوتاً في سحابة: اسق حديقة فلان ، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماء في حرة ، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبدالله ما اسمك؟ قال : فلان ، الاسم الذي سمع في السحابة فقال له : يا عبدالله لم تسألني عن اسمي فقال : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هو ماؤه يقول : اسق حديقة فلان ، لاسمك ، فما تصنع فيها؟ فقال : أما إذا قلت هذا ، فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا ً وأرد فيها ثلثه). ( رواه مسلم في الرقائق باب الصدقة على المساكين (2984/2288/4).

عن جابر- رضي الله عنهما- قال : ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قط فقال : لا. ( متفق عليه)( رواه البخاري في الأدب باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل ومسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ) .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته