أسمــــــاء الله الحســــــنى وصفــــــاته الحلقــــــة الثانية بعد المائــــــتين في موضوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية بعد المائتين في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

 تعاطى التشريعُ الإسلامي مع غريزةِ حب الأخذ والعطاء :

قال علي بن حسين بن أحمد فقيهي عن التربية بالعطاء  أيضاً

:(تأملات في النفس والكون والواقع والحياة)

• ركَّب المولى جل وعلا في النفسِ البشرية حبَّ الأخذ والنَّوَال، والرغبة في الكسب والتَّملُّك، والاستزادة من المتع والملذات ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ﴾ [آل عمران: 14].

• تعاطى التشريعُ الإسلامي مع هذه الغريزةِ بإيجابِ الزكاة المفروضة؛ لسدِّ حاجة الفقراء، وإغناء المُعوِزين عن التَّبذُّلِ والسؤال، وشرع سهمًا لتأليف القلوب، وترغيب النفوس، وفرض المهر والصَّداق؛ إكرامًا للمرأة وتمتيعًا للزوجة، وأكَّد على الوصية وقضى بالميراث، ورغَّب في الصدقة، وحثَّ على المنيحة، ورتَّب على الجود والكرم الأجورَ العظيمة، والآثار الحميدة.

• البذل والعطاء، والجود والسخاء: خُلُقٌ شامل، ووصف واسع، لا يقتصر على الأثر المادي، والمَظهَر العيني؛ بل يتجاوزه للبذْل بالمشاعر والعواطف، والكلمات والألفاظ، والعلم والمعرفة، واللَّمسات والهمسات، والحركات والسكنات.

• أحقُّ الناس، وأولى الخلق بالبذل والعطاء: الوالدان والأقربون، والزوجة

 والأولاد، والأهل والأرحام؛ فهي ((صدقةٌ وصلة))، و((أعظمُها أجرًا الذي أنفقتَه على أهلك)).

• للبذل والعطاء أثرُه البالغ على المُربِّي بحبِّ الخير، وسماحة النفس، وانشراح الصدر، ونداوة اليد، وبركة المال، كما أن له تأثيره الفاعل على المُتربِّي بالإشباع العاطفيِّ، والاستغناء عن الآخرين، وطُمأنينة النفس، والميل نحو الباذل بالمدح والثَّناء، والحب والوفاء، والتَّغاضي عن الزَّلَّات، والتغافل عن الهَفَوات.

• يفقد البذل والعطاء تأثيرَه النفسيَّ ودوره التربوي، حينما يُقدَّم طلبًا للجزاء والثواب، أو يُخلَط بالمنِّ والأذى، أو يُتجاوز به حدودُ الشرع والعقل، أو يصبح مُعينًا على الضياع والفساد، أو يكون عُرْبونًا للتَّعدِّي على الخلق، أو السكوت عن الحق.

• ومضة: عن موسى بن أنس، عن أبيه، قال: (ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلَّا أعطاه، قال: فجاءه رجٌل، فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أسلِموا؛ فإن محمدًا يعطي عطاءً

لا يخشى الفاقة)؛ رواه مسلم.

[ الأنترنت – موقع الألوكة - التربية بالعطاء - بوح القلم - علي بن حسين بن أحمد فقيهي ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته