أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثانية والتسعـــــون بعد المائــــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والتسعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* حتى لا يتوقف عطاء الدعاة :

 3- العلم بأن لهذا الابتلاء فوائد جَمة متى استطاع المرء تحقيقها تحول الأمر في حقه من محنة إلى منحة، ومن نقمة إلى نعمة، ومن تلك الفوائد:

 *أن العبد بصبره على الابتلاء ينال ما ذكره - تعالى -في سورة البقرة في قوله: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)

*أن العبد المبتلى بذلك يتقلب بين مقامات العبودية المختلفة من صبر

وتسليم ورضا وتوكل ورجاء وورع ولجوء وتضرع وسكينة وثقة...

إلى غير ذلك من المقامات العالية لذلك التي قد يحرمها لو لم يُصَب بذلك.

 بالإضافة إلى المقامات الأخرى من حمد وشكر وإحسان إلى الآخرين...

إلى غير ذلك مما يناسب النعم التي أعطيها العبد كنعم الإيمان والصحة والأخلاق الحميدة والاشتغال بما ينفع في الآخرة... الخ.

 *أن من ابتلي بذلك من الدعاة وصبر يصلب عوده ويقوى ويصبح أكثر قدرة على الثبات في مواجهة المحن والأزمات ، وبخاصة إذا كان السبب المباشر لمعاناته من الفقر وقلة ذات اليد تَمَسّكُه بدينه وثباته على دعوته وقيامه بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 *أن المصيبة والابتلاء في الدنيا لا في الدين، ومن عرف حقيقة الدنيا والدين وابتلي وكانت مصيبته في دنياه، عرف أنه قد سلم وعوفي وأن واجبه

الشكر والثناء لا السخط وعدم الرضا

 *أن كل مصيبة سببها المعاصي والذنوب كما قال - تعالى -: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) [الشورى: 30]، والمصائب والبلايا تُكَفّر الذنوب، ولولا رحمة الله - تعالى -بإيقاعها عليه في الدنيا لأجلت عقوبة ما اقترف من ذنوب إلى الآخرة، وعقوبة الآخرة ليست كعقوبة الدنيا مهما عظمت وجلّت، وعند ذلك يجب في حق العبد الشكر والثناء على الله - تعالى -.*أن المصيبة واقعة لا محالة لكونها مكتوبة على العبد، قال - صلى الله عليه وسلم -: (وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك) وكونها قد وقعت فقد استراح منها إن انتهت ومن بعضها إن بقيت وهذه نعمة وتوفيق وفضل من الباري - سبحانه -                                                    الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته