أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثانية والسبعـــــــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والسبعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*قواعد وفوائد في الأموال من كلام ابن تيمية :

هذه قواعد وفوائد من كتاب:"السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية" لشيخ الإسلام أبي العباس أحمد ابن تيمية- رحمه الله تعالى- تتعلق بالنظام المالي في الدولة الإسلامية، مما يتعلق بالراعي والرعية، وإليك هذه

القواعد والفوائد:

الأولى: الأموال نوعان: أمانات وحقوق

الأموال نوعان: أمانات وحقوق، والأمانة تُؤدَّى بكلِّ حال، ولا يجوز حبسها عن صاحبها، حتى ولو خان هو الأمانة.

والأمانات من الأموال هي الأموال التي قبضت بحق، كالوديعة والعارية والديون ومال الشريك والوكيل ومال اليتيم وغير ذلك، فإذا كانت هذه الأموال واجبٌ أداؤها، فمن باب أولى ما أخذ بغير حق كالغصب والسرقة

وغير ذلك.

وأما الحقوق فهي حق المال في الزكاة والنفقات الواجبة على من لزمت نفقته عليه، فكلُّ ذلك يجب أداؤه على وجهه بنفس سمحة وتقرب إلى الله عز وجل.

قال شيخ الإسلام في "السياسة الشرعية" (ص: 24-27):" القسم الثاني من الأمانات: الأموال، كما قال تعالى في الدُّيون: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ} [البقرة: 283].

ويدخل في هذا القسم: الأعيان، والديون الخاصة، والعامة: مثل ردِّ الودائع،

 ومال الشريك، والموكِّل، والمُضارب، ومال المولَّى عليه من اليتيم وأهل الوقف ونحو ذلك، وكذلك وفاء الديون من أثمان المبيعات، وبدل القرض، وصَدقات النساء وأجور المنافع، ونحو ذلك...

وإن كان الله قد أوجب أداء الأمانات التي قُبضت بحق؛ ففيه تنبيه على وجوب أداء الغصب والسرقة والخيانة ونحو ذلك من المظالم، وكذلك أداء

العَارِية، وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وقال في خطبته: (العارية

مؤدّاة، والمنحة مردودة، والدين مَقْضِيٌّ وَالزَّعِيمُ غَارِمٌ، إنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ          حَقَّهُ، فَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ).

وهذا القسم يتناول الولاة والرعية، فعلى كل منهما: أن يؤدي إلى الآخر ما يجبُ أداؤه إليه، فعلى ذي السلطان، ونوابه في العطاء أن يُؤتوا كل ذي حق حقه، وعلى جُباة الأموال -كأهل الديوان- أن يؤدّوا إلى ذي السلطان ما يجب إيتاؤه إليه؛ وكذلك على الرعية الذين تجب عليهم الحقوق" انتهى.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته