أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة التاسعة والستـــــــــون بعد المائــــــــة في موضـــوع المعـــطي
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
التاسعة والستون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :
*العطاء والتكافل الاجتماعي :
وهذا ما بينه الرسول الكريم في حديثه الشريف بقوله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِن يَومٍ يُصبِحُ العِبَادُ فِيه إِلاَّ مَلَكَان يَنزِلانْ فَيَقُولُ: أحَدَهُمَا الَلهُمَ أَعطِ مُنِفقَا خَلَفَا وَيَقُولُ الآخَرُ الّلهُم أَعطِ مُمِسكَاً تَلَفَاً)
والقرآن يجعل بالإنفاق صفة أساسية من صفات المؤمنين، كإقامة الصلاة
التي هي عمود الدين، كما قال الله تعالى في وصف المتقين: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 3].
وكان صلى الله عليه وسلم يعلِّم الصحابة أنَّ الإنفاق يجب أن يكون من حلال، وأن يكون عن تروّ وعن سعة حاجة، ولا يكون الرجل محتاجاً إلى المال، فينفقه، ثم يأتي فيسأل الناس.
وفي هذا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَادَ بِلالا، فَأَخْرَجَ لَهُ صُبْرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا
بِلالُ؟، قَالَ: ادَّخَرْتُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَمَا تَخْشَ أَنْ يُجْعَلَ لَكَ بُخَارٌ
فِي نَارِ جَهَنَّمَ، أَنْفِقْ بِلالُ، وَلا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلالاً
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوفّق بين الأمر بالإنفاق وبين عدم الإنفاق، فإن كان الرجل محتاجاً، لو أنفق لتضرر بنفقته، فإنه يمنعه من ذلك بل ينتهره، وأما إن كان ذا سعة وذا يد عليا، فالإنفاق منه مطلوب. وكان صلى الله عليه وسلم يُعلّم صحابته العدل في الإنفاق بين الأولاد، حتى لا تقع العداوة والشحناء فيما بينهم، ويُسمّي ذلك جَوْراً وزُوراً[13]. كما قال صلى الله عليه وسلم: لأحد أصحابه: لاَ تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍفالإنفاق واجب الجميع كل حسب طاقته واستعداده وفيما يسره الله له فلا يكون أحدهم كلاً على أخيه أو على الجماعة وهو قادر على العمل كما بينا ذلك من قبل. وقد جعل الإسلام الزكاة فريضة في المال محددة. والصدقة تطوعاً غير محددة، يضاعف أجرها أضعافاً مضاعفة.
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا بَقِىَ مِنْهَا. قَالَتْ مَا بَقِىَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُهَا. قَالَ: بَقِىَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا. وهنا إشارة إلى عظيم أجر الصدقة.
وقد شرط عليهم كذلك أن يلتزموا جانب القصد والاعتدال، ويتجنبوا
السرف والشطط فيما ينفقون من رزق الله الذي أعطاهم، وفيما يستمعون
به من الطيبات التي أحلها لهم. ومن ثم تظل حاجتهم الاستهلاكية للمال والطيبات محدودة الاعتدال. وتظل فضله من الرزق معرضه لفريضة الزكاة وتطوع الصدقة وبخاصة أن المؤمن مطالب بتثمير ماله وتكثيره.
الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته