أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثانية والأربعــــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والأربعون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*فضل العطاء والسخاء :

للعطاء أثرٌ على المُعطِي وعلى مُجتمعِه وأمَّتِه؛ فالعطاءُ يُفجِّرُ طاقاتِ الفردِ

والأمَّة، ويفتَحُ آفاقًا لبناء التنمية وعِزَّة الأمة والثقةِ بين أفرادِها، والمِعطاءُ يُحبُّه مُجتمعُه، ويحترِمُه قومُه، ويرضَى عن ذاتِه، ويرضَى عنه ربُّه. المِعطاءُ يظلُّ بابُه مطروقًا، وعطاؤُه مُتواصِلاً، ونفعُه مُتعدِّيًا وعظيمًا، مع حُضورِه الدائِم وخيرِه القائِم.

وحين يستقرُّ في قلبِك العطاءُ من أجل الله فسُرعان ما تتوالَدُ فيه مسرَّاتُه؛ فإن للعطاء لذَّةً خاصَّةً تفوقُ لذَّةَ الآخِذ بما أخَذ، فالانغِماسُ في عملِ الخير والبذلِ ومُساعَدةِ الآخرين يقِي المرءَ همومًا كثيرةً قد تُعيقُ حياتَه.

فسجِّل نفسَك في عِداد المُعطِين، وكُن من رُوَّاد العطاء، أصحابِ اليد العُليا، ومن أعطَى أعطاه الله، وعطاءُ الله فيضٌ لا ينقطِع ومدَدٌ لا ينتهِي.

وأمَّتُنا اليوم وهي تُعاني ما تُعاني، وتكتوِي بلظَى الحروبِ والفتنِ أحوجُ ما تكونُ لإحياء معاني العطاء؛ لندفعَ الجهلَ الذي فشا بالعلمِ، والفقرَ الذي عمَّ بالإنفاقِ والتنميةِ، واليُتمَ الذي زادَ بالكفالَة والرِّعاية، والخوفَ الذي شاعَ بالأمن، والحربَ بالسلام، والفسادَ بالرَّقابة والنَّزَاهَة، فهذا وقتُ العطاء، قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7].

وحتى يكون عطاؤُك مقبولاً نافِعًا دافِقًا؛ احذَر حظَّ النفسِ والرياءَ والسُّمعَةَ والكسلَ، داوِم على العطاء ولو كان قليلاً؛ فقليلٌ دائمٌ خيرٌ من كثيرٍ مُنقطِع، والقطرةُ الدائمةُ تُصبِحُ سيلاً عظيمًا، ثبَتَ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أحبُّ الأعمال إلى الله أدومُها وإن قلَّ».

العطاءُ ولو كان يسيرًا فإن الله - تبارك وتعالى - يُبارِكُه ويُنمِّيه، ولا يُضيعُ أجرَ من أحسنَ عملاً، «مرَّ رجلٌ بغُصن شجرةٍ على ظهر طريقٍ فقال: والله لأُنحِّيَنَّ هذا عن المُسلمين لا يُؤذِيهم، فأُدخِلَ الجنة»، وفي "الصحيح": «أن امرأةً بغيًّا سقَت كلبًا يلهَث، فغفَرَ الله لها»، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس».[الأنترنت – موقع شبكة الألوكة - فضل العطاء والسخاء - خطبة المسجد النبوي للشيخ عبدالباري بن عوض الثبيتي]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته