أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الرابعة والثلاثـــون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والثلاثون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* بين منع الله وعطائه :

فإذا صحح المسلم مفاهيمه في ضوء الحقائق السابقة نظر إلى مقادير الله نظرة

 مختلفة؛ فعلم أن ما نزل به من محنة هو اختبار من الله عز وجل لينظر

أيقوم بواجب الصبر على الابتلاء ويرضى بقضاء الله وقدره، أم يسخط ويعترض على مولاه، وعلم أن ما نزل به من منحة هو اختبار من الله عز وجل له كذلك لينظر أيقوم بواجب الشكر على النعمة أم يكفرها وينسى بارئها.

ثم هو ينظر لما يراه من تنعم الكافرين بمتاع الحياة الدنيا فلا يفتنه ذلك عن دينه بل يعلم أن هذا محض إملاء واستدراج لهؤلاء، قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 182-183]، قال ابن كثير: (ومعناه: أنه يفتح لهم أبواب الرزق ووجوه المعاش في الدنيا، حتى يغتروا بما هم فيه ويعتقدوا أنهم على شيء، كما قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 44،45]؛ ولهذا قال تعالى: {وَأُمْلِي لَهُمْ} أي: وسأملي لهم، أطول لهم ما هم فيه {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} أي: قوي شديد) فإذا علم المؤمن أن الميزان الذي تقاس به الأمور مختلف عما يظنه كثير من الناس، وإذا علم أن هذا الميزان يختلف بين المؤمنين والكافرين، فقد يتساوى المؤمن والكافر في الظاهر في صورة الابتلاء بالمنع أو العطاء، لكن بينهما ما بين المشرق والمغرب؛ استقرت نفسه وهدأ خاطره، فأقبل على عبادة ربه بطمأنينة وسكينة، واستقبل قضاء الله وقدره بمزيد من الرضا والتسليم، شاكراً لنعمائه، صابراً على ابتلائه، فنال بذلك أعلى الدرجات وحصَّل أعلى الكرامات، وليس ذلك إلا للمؤمن، كما قال عليه السلام: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير -وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن- إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"،[ الأنترنت – موقع المسلم - بين منع الله وعطائه - هيثم الكناني ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته