أسمــــــاء الله الحســــــنى وصفــــــاته الحلقـــة الثلاثــــــون بعد المائـــــــة في موضوع المعطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثلاثون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*من عطاء النبي صلى الله عليه وسلم :

الإقتداء والإتباع والتقليد من طبائع الكثير من البشر في مواقف ومشاهد كثيرة ،  والإتباع والتقليد ووالإقتداء فعل وإن دل فإنه يدل علي محبة للفاعل الإصلي للفعل (( المقتدي به )) أو لحسن ما فعل المقتدي به وهو أمر مستحب ولاغبار عليه لاسيما إن تحقق فيه النفع والصلاح .

والإتباع والإقتداء في العمل الصالح والنافع عمل عظيم له آثاره النفسية والأخلاقية والإجتماعية الطيبة وهو أولي بالدعوي لتعميمه والإقتداء بأهله ونشر فوائده الكبيرة علي المجتمع والإقتداء في كل عمل صالح أمر يحض عليه الإسلام ويدعو له دائماً فقال صلي الله عليه وسلم (( من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء)) فما بالنا وإن كان هو صلي الله عليه وسلم خير قدوة وأفضل من قام بعمل وأعطي عطاءً يثاب المرء عنه جنات الفردوس إن إقتدي به وإتبع هداه فكان صلي الله عليه وسلم قرآناً مجسداً يطبق ويمشي علي الأرض ، أما في العطاء فلقد كان عطاء النبي صلي الله عليه وسلم عطاء فريداً مثالاً خالداً وملحمة إنسانية ممتدة لأفضل من إقتطع من قوته وماله وأدي في سبيل الله وكتب السنة والسيرة النبوية وغيرها عامرة بنماذج وصور من عطاء النبي صلي الله عليه وسلم ستظل خالدة مادامت السموات والأرض وكان منهجه في العطاء نموذجاً يحتذي به فروي عنه ما يثبت أن ما يُنفق في سبيل الله هو ما يبقي وأن ما يبقي هو مايذهب دون أن يستفيد منه المرء فقد كان لدي الرسول صلي الله عليه وسلم شاة فذبحها وقامت السيدة عائشة بتوزيعها علي الفقراء إلا كتفها ولما انتهت سألها ماذا فعلتي قالت ذهبت كلها وبقيت ذراعها ، فرد صلي الله عليه وسلم بل بقيت كلها وذهبت ذراعها )) ومعني هذا أن عطاء المرء هو مايدخره في الخزائن الربانية التي تتضاعف فيها الصدقات والحسنات لأضعاف كثيرة لا يعلمها إلا الله فقال تعالي (( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ))  وقال صلي الله عليه وسلم تصديقاً وتوضيحاً لذلك فيما روي عن أبي هريرة (( ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتي تكون أعظم من الجبل كما يروي أحدكم فلوه أو فصيله )).

 ولذلك كان النبي صلي الله عليه وسلم يعطي في سبيل الله عطاء من لايخشي الفقر ووضع في ذلك رؤية وخطة مازال يعمل عليها إلا أن وافاه الأجل فقال صلي الله عليه وسلم في ذلك (( ما يسرني أن عندي مثل أحد ذهباً تمضي علي ثالثة وعندي منه دينا إلا شيئاً أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه ))  وكان تصديق لذلك القول هو العطاء اليقين فكان صلي الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان عندما يهبط عليه جبريل عليه السلام ويدارسه القرآن فيما روي عن إبن عباس فكيف لا يفعل هو من قال له ربه عندما يسئل ليعطي (( وأما السائل فلا تنهر )) فعندما أتاه رجل يسأله، أعطاه غنما سدَّت ما بين جبلين، فرجع إلى قومه وقال: أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته