أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثانية والعشرون بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثانية والعشرون بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*فضائل الجهاد والشهادة في ضوء القرآن والسنة وهو عطاء :

وقال - عزَّ اسمُه -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الحجرات: 15

• المجاهِد في سبيل الله - تعالى - كَمُل إيمانُه، وغُفِرت له ذنوبه، وله عندَ ربه منزلة عظيمة؛ قال - عزَّت عظمتُه -: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ

كَرِيمٌ} [الأنفال: 74].

وقال - تقدَّستْ كلماتُه -: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [التوبة: 20].

• الجهاد بَيْعةٌ معقودة مع الله، ثمنُها النجاة من عذاب الله ودخول الجنَّة؛ يقول الله - تبارك وتعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصف: 10-11].

ويقول الحقُّ - جلَّ وعلا -: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111].

   إنَّه نصٌّ رهيب! إنَّه يكشف عن حقيقةِ العَلاقة التي تربط المؤمنين بالله، وعن حقيقة البَيْعة التي أعطوها بإسلامهم طوالَ الحياة، فمَن بايع هذه البيعةَ، ووفَّى بها فهو المؤمِن الحق، الذي ينطبق عليه وصف (المؤمِن)،

وتتمثَّل فيه حقيقةُ الإيمان، وإلاَّ فهي دعوى تحتاج إلى التصديق والتحقيق.

حقيقةُ هذه البيعة - أو هذه المبايعة كما سمَّاها الله كرمًا منه، وفضلاً وسماحة -: أنَّ الله - سبحانه - قد استخلصَ لنفسه أنفُسَ المؤمنين وأموالَهم؛ فلم يَعُدْ لهم منها شيء، لم يعد لهم أن يَسْتَبْقوا منها بقيَّة لا يُنفقونها في سبيله، لم يعدْ لهم خيار في أن يبذلوا أو يُمسِكوا، كلا، إنَّها صفقةٌ مشتراة، لشاريها أن يتصرَّف بها كما يشاء، وَفْقَ ما يفرض، ووفق ما يُحدِّد، وليس للبائع فيها مِن شيءٍ سوى أن يمضيَ في الطريق المرسوم، لا يتلفَّت ولا يتخيَّر، ولا يُناقش ولا يجادل،ولا يقول إلاَّ الطاعة، والعمل والاستسلام،والثمن: هو الجنَّة،والطريق: هو الجِهاد والقتل والقتال، والنهاية: هي النصر أو الاستشهاد.

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته