أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثامنة عشرة بعد المائــــة في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة عشرة بعد المائة في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* لا تجرحوهم في العطاء ففي جروح المنع غناء! :

فإذا نظرنا إلى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع هؤلاء الضعفاء لعلمنا لماذا

تأخرت الأمة اليوم وتقدم غيرها عليها، ولاكتشفنا أننا نهمل كنزا عظيما ونهدره، نقتل وندفن مواهب منحها الله لمجتمعاتنا ونضيع إمكانيات وكفاءات تحت ستار الشفقة القاسية المؤلمة.

فهذا عمرو بن الجموح رضي الله عنه، ذلكم الأعرج الذي وضع الله عنه وعن أمثاله من أصحاب الأعذار الجهاد، فيقول سبحانه " لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ "، وقال ابن كثير في تفسير الآية: " ثم بين تعالى الأعذار التي لا حرج على من قعد معها عن القتال، فذكر منها ما هو لازم للشخص لا ينفك عنه، وهو الضعف في التركيب الذي لا يستطيع معه الجلاد في الجهاد، ومنه العمى والعرج ونحوهما

ورغم هذا العرج، تاقت نفس عمرو بن الجموح للجهاد والشهادة في سبيل الله، فلم يمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها " فأتى عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن بني هؤلاء يمنعونني أن أجاهد معك، ووالله إني لأرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد. وقال لبنيه: وما عليكم أن تدعوه لعل الله عز وجل أن يرزقه

الشهادة؟ فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتل يوم أحد شهيدا "

وهذا عبد الله بن أم مكتوم الذي أصيب في عينيه، وهو الذي أنزلت في شأنه الآيات في صدر سورة " عبس وتولى "، لم يحرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرف الاشتراك كعضو فاعل في المجتمع الإسلامي، بل ولاه أعظم منصب فيها، فاستخلفه على المدينة ليقوم بمهام حاكمها المطاع لحين عودته صلى الله عليه وسلم من الجهاد ثلاثة عشرة مرة ، بالإضافة إلى كونه مؤذنا للصلاة في مسجد المدينة، فجاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يَمنَعنَّكَم أذان بِلال من سُحُورِكم فإنَّه يُنادِي بِلَيْل فكلُواْ واشربُواْ حتى أذان ابن أمِّ مَكتُوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر

وبعد النبي صلى الله عليه وسلم خرج ابن مكتوم للجهاد في سبيل الله، ويتحدث بعزة عن ما يعتبره الناس نقصا فيه - وهو كف بصره - فيقدمه لقائده على أنه ميزة له،فيسأله أن يوليه حمل الراية لأنه لا يرى كثرة العدو ولا عُدته، فلن يضطرب أو يفر، فيُولى رفع الراية وينال شرف الجهاد في سبيل الله حتى قيل أنه قتل شهيدا في القادسية رضي الله عنه.                                                                                                                   الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته