أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثامنة والثمانـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثامنة والثمانون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* الجُود، والكَرَم، والسَّخاء، والبَذْل :

قال النَّوويُّ : (في هذا الحديث فوائد، منها :

الابتداء في النَّفقة بالمذكور على هذا التَّرتيب، ومنها : أنَّ الحقوق والفضائل إذا تزاحمت، قُدِّم الأوكد فالأوكد، ومنها : أنَّ الأفضل في صدقة التَّطوع أن ينوِّعها في جهات الخير ووجوه البرِّ بحسب المصلحة، ولا ينحصر في جهةٍ بعينها) [شرح النووى على مسلم]

- وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال : انتهيت إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ في

ظلِّ الكعبة، فلمَّا رآني قال : ((هم الأخسرون وربِّ الكعبة، قال : فجئت حتى جلست ، فلم أتقارَّ (لم ألبث) أن قمت، فقلت : يا رسول الله ، فداك أبي وأمي، مَن هم ؟ قال : هم الأكثرون أموالًا ، إلَّا مَن قال هكذا وهكذا وهكذا - مِن بين يديه ومِن خلفه وعن يمينه وعن شماله - وقليلٌ ما هم، ما مِن صاحب إبلٍ، ولا بقرٍ، ولا غنمٍ لا يؤدِّي زكاتها إلَّا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت، وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلَّما نفدت أخراها، عادت عليه أولاها، حتى يُقْضَى بين النَّاس)) [رواه البخارى ومسلم] .

قال النَّوويُّ : (فيه الحثُّ على الصَّدقة في وجوه الخير) [المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج] .

وقال المباركفوريُّ : (فقوله : ((قال هكذا)) الخ، كناية عن التَّصدُّق العام في جميع جهات الخير)   [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح] .

أقوال السَّلف والعلماء في الكَرَم والجُود والسَّخاء والبذل :

- قال أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه : (صنائع المعروف تقي مصارع السوء) - وعنه رضي الله عنه : (الجُود حارس الأعراض) - وقال عليٌّ رضي الله عنه : (السَّخاء ما كان ابتداءً، فأمَّا ما كان عن مسألة فحياء

وتذمُّم) - ورُوِي عنه مرفوعًا (الكَرَم أعطف مِن الرَّحم)

- وقيل لحكيم : أيُّ فعلٍ للبَشَر أشبه بفعل الباري تعالى، فقال : الجُود

- وقال يحيى البرمكي : (أعط مِن الدُّنْيا وهي مقبلة؛ فإنَّ ذلك لا ينقصك منها شيئًا، فكان الحسن بن سهل يتعجَّب مِن ذلك ويقول : لله درُّه ! ما أطبعه على الكَرَم وأعلمه بالدُّنْيا) [ربيع الأبرار ونصوص الأخيار ،للزمخشرى] .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته