أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة السادسة والثمانـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

السادسة والثمانون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

*بعض ما قيل في العطاء! :

يقول شاعر:

أفسدتَ بالمنِّ ما أوليتَ من نِعم   *** ليس الكريم إذا أسدى بمنّان

والشافعي فطن إلى قسوة هذا المن وصعوبته:

لنقلُ الصخر من قلل الجبال  ******* أحبُّ إليَّ من منن الرجال

ذكرني من يتكرّم كثيرًا بما لديه من فضول- أي ما يزيد عن حاجته بقول المقنّع الكندي:

ليس العطاء من الفضول سماحة  ******* حتى تجود وما لديك قليل

فالعطاء يتجلى أكثر في وقت الشدة، ولذا فخر الشاعر:

نحن في المشتاة ندعو الجَفَلى...

حب العطاء يتبدى في وجه الرجل وفي ملامحه، فيُعرف، ولا تُخفى فيه المكارم- كما يقول البحتري:

وما تخفى المكارم حيث كانت  ******** ولا أهل المكارم حيث كانوا

وكما تبدّى في هرِم بن سنان الذي كان يبشّ للعطاء، وذلك على ما وصفه به زهير بن أبي سُلمى:

تراه إذا ما جئته متهللاً  ********* كأنك تعطيه الذي أنت سائله

لامت زوجة شاعر زوجَها على شدة كرمه وقالت : لا تترك ولدك مملقين فقال:

تقول اتَّئدْ لا يدْعُكَ الناسُ مملقًا  ******* وتزري بمن تسعى له وتَعول

فقلت أبتْ نفس علي كريمةٌ  **********وطارقُ ليلٍ غيرَ ذاك يقولُ

ألم تعلمي يا عمرَكِ اللهَ أنني  ******** كريمٌ على حينَ الكرامُ قليل

وأنيَ لا أخزَى إذا قيل مُملقٌ  ******سخيٌّ، وأخزى أن يقال بخيل

ولم أرَ كالمعروف أمّا مذاقٌه  ******** فحلوٌ، وأما وجهُه فجميلُ

وجدت نسبة الأبيات إلى مبشِّر بن الهُذَيل الفزاري. (البحتري: الحماسة البصرية، ص 747) ووردت على أنها لأبي العيناء (ياقوت: معجم الأدباء- مادة محمد بن القاسم)، وفي (الأمالي) لأبي علي القالي:

"وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري عن أبيه عن أحمد بن عبيد لشاعر قدبم".

لا بأس، فما يهمنا هنا هو الشعر.

ثمة مثل في الدارجة أحب أن تكملوه إذا عرفتم، فقد ذكر لي شيخ كان يحفظ التراث أن هناك أربعة أنواع من الجود:

جود من الموجود  ******** جود مثل المية بالعود

وجود من أب وجدود  ***** وجود حرارة بالجلود

وينهي بالقول:

وإذا ضاقت عليك نفسك جود!  ******* وما نقص مال من جود.

[الأنترنت – موقع  ديوان العرب - بعض ما قيل في العطاء! - بقلم فاروق مواسي ]

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته