أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثانية والثمانـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثانية والثمانون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* العطاء وحسن الخلق :

مما سبق نلمس بوضوح أن مفهوم السخاء المعنوي أقوى تأثيراً من العطاء المادي، شريطة أن يترافقا، فالحلم عطاء والصبر على الناس عطاء والعدل وقول الحق عطاء عظيم، به تحفظ الذمم وتحقن الدماء وتُضمن الحقوق وبالتالي تصان الحياة برمتها في ظل كرامة الانسان وسلامته.           ولذلك ربط الإمام الشافعي بين السخاء والسماحة، بمعنى أن العطاء المادي

 يعلمك الحلم والتسامح لأن التسامح عطاء معنوي فقال:

ولا ترجُ السماحةَ من بخيلٍ  ******** فما في النار للظمآن ماءُ

إن البذل السخي في العمل والمال ورحابة الصدر عفواً وصبراً وتسامحا، كل ذلك كما يبدو حزمة واحدة تسمى صفة الكرم، فالكريم إنما هو أصلاً كريم نفس، وكريم النفس لا يمكن الا أن يكون مغمساً في مكارم الأخلاف التي تجلي النفوس وتُكسبها الصفات الحميدة،.. صفات الخير.

[ الأنترنت  - موقع  العطاء وحسن الخلق - د. محمد سبيل ]

* الكرم والسخاء... سعادة للشخص المعطاء :

تنمية الشعور والاقتناع بأن اليد العليا خير من اليد السفلى، وأن اليد

العليا هي المنفقة وأن اليد السفلى هي السائلة، هو في واقع الأمر تطبيق عملي لأحد مورثات الحكمة التي تثبت الأيام وتثبت نتائج البحوث العلمية، وعلى وجه الخصوص البحوث الطبية منها، أنها حقيقة لا مجال للشك فيها وأن تأثيرات السخاء في العطاء والكرم Generosity تشمل طيفاً واسعاً من أنواع الخير والفائدة للشخص المعطاء.

وضمن عدد يوليو (تموز) الماضي من مجلة «تبادل المعلومات الطبيعي»Nature Communications، عرض الباحثون من جامعة زيوريخ السويسرية نتائج دراستهم التأثيرات البيولوجية الحيوية في دماغ الإنسان لسلوكيات كرم السخاء. وتم في هذه الدراسة إجراء اختبارات دقيقة ومتقدمة لتقييم نوعية نشاط الدماغ آنذاك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي Functional MRI.

وتعتبر مجلة «تبادل المعلومات الطبيعي» إحدى المجلات العلمية التي تنشر بحوثاً عالية الجودة في علم الأحياء والفيزياء والكيمياء وعلوم الأرض وجميع المجالات العلمية ذات الصلة، وتصدرها «مجموعة نتشر للنشر» والتي من أهمها مجلة «نتشر» Nature العلمية التي تعتبر الأولى من بين جميع المجلات العلمية الأكاديمية في العالم.

وكان عنوان دراسة الباحثين السويسريين «علاقة عصبية بين الكرم والسعادة»، وقال الباحثون في مقدمتها: «تستفيد المجتمعات البشرية من سلوك السخاء لدى أعضائها، مثل التبرع المالي أو القيام بالأعمال التطوعية. إن سلوك السخاء هو سلوك مُكلف لأنه يتطلب استثمار المرء لموارده الذاتية لمصلحة الآخرين. ومع ذلك، لا يزال السلوك السخي شائعاً ويحدث حتى في الحالات التي يكون فيه ردّ فعل المُتلقي غير متناسب مع ذلك الكرم والسخاء، ولهذه الأسباب تفشل النظرية الاقتصادية Economic Theory الشائعة بأذهان الناس في تفسير السلوك السخي».

والبحوث في مجال علم النفس تشير إلى أن الدافع المحتمل للسلوك السخي هو ارتباطه بزيادة الإحساس والشعور بالسعادة، وعلى سبيل المثال، وجدت نتائج عدة دراسات علمية أن الإنفاق على الآخرين يرفع من توقع ارتفاع الشعور بالسعادة لدى الشخص المُنْفق. وأيدت هذه النتيجة الدراسات التجريبية عبر الثقافات والعصور التي تبين أن الذين يُنفقون المال على الآخرين لديهم مستويات أعلى من السعادة مقارنة مع أولئك الذين أُنفقوا ذلك المال على أنفسهم فقط، وهو ما يتوافق مع الفكرة القائلة بأن المشاعر الإيجابية هي التي تدفع إلى التحلي بالسلوك السخي». وأضافوا ذكر سبب إجرائهم الدراسة بالقول: «وعلى الرغم من الأهمية الواضحة لهذا الدافع لسلوكيات السخاء، إلاّ أنه ليس لدينا فهم لميكانيكية مُجريات العمليات العصبية الدماغية التي تربط فيما بين كرم السخاء وبين السعادة، وتحديداً لا تزال غير معروفة تلك الآليات العصبية الدقيقة التي من خلالها يدفع الكرم إلى الشعور بالسعادة».

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته