أسمـــاء الله الحســـنى وصفـــاته الحلقـــة الثامنة والسبعـــــون في موضـــوع المعـــطي

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :فهذه الحلقة

الثامنة والسبعون في موضوع (المعطي) وهي بعنوان :

* الكرم بين الجاهلية والإسلام : أعظم قدوة عملية للمسلمين هو رسول الله

كما كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم أعظم قدوة عملية للمسلمين في هذا الشأن فعن جوده وكرمه حدث ولا حرج .

• فعن جابر رضي الله عنه قال [ ما سئل النبي  صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال لا] رواة البخاري في الأدب وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال [ كان النبي  صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس] رواه البخاري وعن ابن عباس رضي الله عنه قال [ كان النبي  صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه كل ليله في رمضان فيدارسه

القرآن فلرسول الله  صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة ] رواه البخاري

وأتاه رجل فسأله فأعطاه غنماً سدت ما بين جبلين فرجع إلى قومه وقال أسلموا فـإن محمــداً يعطى عطاء من لا يخشى الفقر .

كما أن منهج الإسلام بروعته أضاف للكرم آداب وحدود وضوابط زادت طهارته طهارة ورفعته رفعه وبريقه بريقاً نذكر من أهمها .

1- الإخلاص :-

وهو أداء العمل ابتغاء رضا الله وحدة وليس لأي مأرب آخر من مدح

مادح أو تحصيـل منفعة دنيوية ولقد شرطه الله شرطاً أساسياً لقبول العمل قال تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) الكهف 110 ، وحسبك بعمل خالطه الإخلاص ولذلك كان كرم الأجواد من أهل الجاهلية ليس له وزن ولا قيمة في الإسلام إذ أنه ما فعل ابتغاء الله بل كان دافعه منافع دنيوية وغايات نفعيه ومطامع ومكاسب مادية كما أشرنا من قبل ولقد ثبت في صحيح مسلم أن عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله إن ابن جدعان كان يطعم الطعام ويقرى الضيف فهل ينفعه ذلك يوم القيامة ؟ فقال [ لا إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ] ولما ذكر ابن كثير ترجمه حاتم الطائي في البداية والنهاية قال موضحاً موقف الإسلام من كرمه : كان جواداً ممدوحاً في الجاهلية وكذلك كان إبنه في الإسلام وكانت لحاتم مآثر وأمور عجيبة وأخبار مستغربه في كرمه يطول ذكرها ولكن لم يكن يقصد بها وجه الله والدار الآخرة وإنما كان قصده السمعه والذكر . إن المؤمن إذا جاد فإن الإسلام علمه أن يجود لله وفى ذلك يقول الشاعر:

ليــس يعطيــك للرجـــاء أو الخــوف *** ولكـن يلـــذ طعــم العطــــاء

2- الإنفاق من طيب المال :

قال تعالى [ يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من

 الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غنى حميد] البقرة 267

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم [ من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربى أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل] رواه البخاري

3- اجتناب المن والأذى :-

فالمن بالعطاء والأذى بعده ليس من صفات المخلصين بل هو إلى الرياء

والنفاق أقرب قال تعالى: [ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لايتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غنى حليم ] البقرة 262 - 263

وعن أبى ذر رضي الله عنه أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم قال [ ثلاثة لايكلمهم الله ولاينظر إليهم يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم ] قلت من هم يارسول الله قد خابوا وخسروا ؟ فأعادها ثلاثاً قلت من هم خابوا وخسروا ؟ قال (المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب أو الفاجر ) رواة مسلم .

4- طلاقه الوجه وطيب اللقاء والبشر :-

فهذا يملأ نفس المعطى رحمة ويملأ نفس المتلقى بشراً وأمناً وقد جاء في الحديث الصحيح[ تبسمك في وجه أخيك صدقه ] رواة الترمذي

فإننا لن نسع الناس بأموالنا ولكن نسعهم بحسن الخلق .

الى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته